أكد سعيد اتحاد (أخصائي أمراض النساء والتوليد) أن تأخر الحمل، من المشاكل الأساسية التي تواجه الزوجين بعد الزواج، وتزيد المعاناة حدة إذا ما أثبتت الفحوصات والتحاليل عدم وجود سبب معين لتأخر هذا الحمل، حيث تظهر التحاليل أن التبويض طبيعي وأن الأنابيب سليمة ومفتوحة وأن تحليل السائل المنوي للزوج يكاد يكون طبيعيا، مشيرا في الآن نفسه إلى كون غالبية الأزواج المغاربة يقللون من أهمية التحاليل الطبية، وخاصة ما تعلق منها بالسائل المنوي للرجل، الذي يقوم به خفية عن الزوجة للإعتقاد السائد بأن في ذلك مسا برجولته. - متى يمكن أن نقول إن الزوجين تأخرا عن الإنجاب وتجب عليهما زيارة الأخصائي؟ في البداية، لابد من التأكيد على أن تأخر الإنجاب مرتبط بكلا الزوجين وهما متساويان فيه، من حيث المسؤولية، وذلك شريطة أن يكونا يقيمان مع بعضهما ويمارسان الجماع، بشكل منتظم على الأقل 3 مرات في الأسبوع، وأيضا لا يستعملان أيا من موانع الحمل المعروفة، في هذه الحالة وحين مضي سنتين على زواجهما ولم يتمكنا من الإنجاب، فعليهما زيارة طبيب مختص من أجل التشخيص الجيد والقيام بتحاليل طبية، لإيجاد الأسباب الكامنة وراء تأخرهما من دون الحاجة إلى تناول الأدوية، للتأثير السلبي لهذه الأخيرة على نمو البويضة خاصة عند المرأة. ويمكنني القول كأخصائي بأن كلا من الزوجين، يمكنهما الإنجاب إذا ما توفرت الشروط سالفة الذكر، وإذا تعذر عليهما ذلك، فهي إشارة دالة لا محالة على وجود أمراض وأسباب أخرى، يجب الكشف عنها بالتحاليل والفحوصات الطبية لتتم معالجتها. ويمكن تقسيم العقم إلى عقم أولي؛ حيث لا يقع الحمل وثانوي؛ بالنسبة للزوجة التي تجهض في كل مرة وقع فيها حمل. - عدد لنا دكتور أسباب تأخر الإنجاب عند الزوجين بالرغم من عدم وجود مشاكل صحية؟ إن أسباب تأخر الحمل كثيرة، وهي متعلقة بالرجل أو المرأة أو كليهما معا وإليكم أهم الاحتمالات: أولا: أسباب تتعلق بالزوجة: - إنسداد أو التصاق في قنوات الفالوب، نتيجة الإلتهابات الحوضية أو الحمل الخارجي أو بسبب التصاقات بطنية وحوضية نتيجة عمل جراحي سابق. - تكيس المبيض. - ضعف التبويض. - وجود أجسام مضادة تقتل الحيوانات المنوية. - وجود ميكروب يجهض الحمل. - التهابات المهبل، مما يؤدي إلى قتل الحيوانات المنوية. - صغر حجم الرحم، انقلابه أو تحرك غشاء الرحم أو سقوطه. - ارتفاع هرمون الحليب. - خلل في الغدة الدرقية: فإن أي خلل في الغدة الدرقية، سواء كان ضعفها أو زيادة إفرازها، يؤديان إلى خلل الإباضة وعدم حدوث الحمل. - قصور الغدة النخامية :حيث يحدث انقلاب في نسبة الهرمونات المحفزة للمبيض والتي تفرز من الغدة النخامية. - تشوهات الرحم في مرحلة التكون الجنيني، مثل: الرحم المضاعف أو الرحم ثنائي القرن، أو الرحم وحيد القرن، أو الرحم المسطح وكذا الاضطرابات النفسية والسمنة المفرطة. وزيادة حموضة المهبل التي تمنع وتعيق الحيوانات المنوية من التلقيح. أما الأسباب المرتبطة بالزوج، فمنها ما يرتبط بضعف حركة الحيوانات المنوية أو قلة عدد هذه الأخيرة أو وجود تشوهات بها، وكذا انسداد القنوات الناقلة للنطف داخل الخصيتين بسبب الالتهابات أو بسبب انسدادها أثناء التكون الجنيني. - ماهي الفحوصات التي تنصحون بها الزوجين للتأكد من قدرتهما على الإنجاب من عدمها؟ بالنسبة للزوج: لا بد من عمل تحليل للسائل المنوي، ويكون بعد المعاشرة الزوجية، ويسمى بتحليل ما بعد الجماع والذي عن طريقه، يتم فحص حركة الحيوانات المنوية في إفرازات عنق الرحم، أما بالنسبة للزوجة فهناك؛ الفحص بالأشعة فوق الصوتية والتي تكون ابتداء من اليوم العاشر للدورة، لمعرفة هل هناك تبويض أم لا؟ ومتابعة نمو البويضات والكشف أيضا، ما إذا كان هناك تكيس بالمبيض وكذا عمل أشعة على الرحم والأنابيب بالمنظار، وذلك لفحص تجويف الحوض والرحم والمبيضين، وكذلك قنوات فالوب، لمعرفة ما إذا كانت هناك أي عوائق أو انسداد للحمل إن وجدت، إلى جانب مطالبة الزوجة بمجموعة من التحاليل للكشف عن وجود ميكروبات، يمكنها أن تجهض الحمل أو تمنع حدوثه، وأيضا تحاليل خاصة ببعض الأجسام المضادة التي تكون في دم الزوجة، وتقتل الحيوانات المنوية عند قذفها في المهبل. - هل من نصائح يمكن أن تفيد بها الزوجين اللذين يعانيان من تأخر في الإنجاب؟ هناك نصائح وخطوات مهمة يجب أن يتبعها كل من الزوج والزوجة لزيادة فرص الحمل: - الإيمان بأن كل شيء بيد الخالق وهو قادر على كل شيء. - مراجعة طبيب أخصائي أمراض النساء والتوليد من أجل الكشف والمتابعة الطبية. - ممارسة الجماع بشكل منتظم على الأقل 3مرات في الأسبوع. -الابتعاد عن التدخين، لأنه يسمم الحيوانات المنوية. - إتباع نظام غذائي صحي وخاصة الأطعمة الغنية بالحديد والزنك، مع الراحة النفسية وعدم القلق والنوم لفترة كافية والابتعاد عن الإرهاق.