للمرة الثانية فشل رؤساء فرق بطولتي القسمين الأول والثاني في تشكيل ناديهم، ليولد هذا النادي وفي ظرف ستة أشهر ميتا مرتين، أو على الأقل فإن الفكرة في طريقها إلى الإجهاض قبل أن تولد. أصل الفكرة أن نادي الرؤساء من المفروض أن يكون صوتا واحدا في التفاوض مع الجامعة، وفي تقديم مشاريع الإصلاح، وفي دق ناقوس الخطر، والتنبيه إلى مكامن الخلل، بل وقوة اقتراحية تدفع بالأمور في الاتجاه الصحيح. نادي الرؤساء فكرة انبثقت في عهد الجامعة السابقة التي كان يقودها الجنرال حسني بنسليمان، لكنها أجهضت بفعل فاعل، وتحركت خطوط الهواتف لتقتل الفكرة في مهدها، إذ رأى الممسكون بزمام اللعبة آنذاك أن هذا النادي يمكن أن يزاحم الجامعة، ويسبب لها التشويش، ولذلك اختارت أن تجهض ولادته. في عهد الجامعة الحالية، خرج نادي الرؤساء إلى الوجود، وضم في تشكيلته ممثلي أبرز الفرق في المغرب، لكن تبين بعد انسحاب رئيس الرجاء محمد بودريقة من النادي، أنه لم يخرج أصلا إلى الوجود وأن التأسيس توقف عند الندوة الصحافية، وتصريحات رئيسه مروان بناني بعدما لم يوضع الملف القانوني للجمعية لدى السلطات، أما في المرة الأخيرة فقد كان واضحا أن نادي الرؤساء سيتم تفجيره من الداخل، فبعض رؤساء الفرق لم يحضروا،لأنهم يريدون الزعامة وآخرون ترددوا بعدما تناهى إلى علمهم أن هناك محاولات لتوظيف النادي للدفاع عن بقاء الفهري رئيسا للجامعة، ولذلك، لم يكن غريبا أن يكون مآل هذه التجربة الفشل، وأن يتم إجهاضها مرة أخرى. لقد ارتبطت فكرة تأسيس نادي الرؤساء دائما بالجموع العامة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فكلما كان هناك حديث عن الجمع العام إلا وتمت الدعوة إلى تأسيس نادي الرؤساء، وفي ذلك الكثير من الإشارات إلى أن هناك من يريد أن يستعرض قوته بحثا عن عضوية في المكتب الجامعي، وفي ذلك أيضا إشارات إلى أن «الانتهازية» مازالت تحرك كثيرا من مسؤولي الفرق، إما من خلال نسف مثل هذه المبادرات، وبعثهم إشارات لرئيس الجامعة على أنهم قادرون على تفجير المبادرات، أو من خلال تبني مثل هذه الأفكار التي يمكن أن تحركها نوايا طيبة، لكن الأهداف ليست دائما طيبة، خصوصا وأن نادي الرؤساء ظل دائما يرتبط بالجمع العام لجامعة الكرة. اليوم، فشل رؤساء الفرق في تأسيس نادي يجمع شملهم، وإذا كانت لديهم رغبة حقيقية في إصلاح الكرة المغربية، فهناك جمع عام مقبل، وبإمكانهم أن ينافسوا على رئاسة الجامعة، أما إذا كان ديدنهم «التصفيق» والتنويه بمجهودات السيد الرئيس، فإنهم سيؤكدون مرة أخرى أنهم من بين أسباب تردي الكرة المغربية.