فضلت الرجاء لأنني وجدت شبابا طموحا ومشروعا احترافيا لم يتصل بي أي عضو جامعي وإذا حدث ذلك فإن القرار بيد رئيس الرجاء بعد اللقاء التواصلي الذي عقده فريق الرجاء بمناسبة تقديم الدكتور حسن حرمة الله كمشرف عام على الفريق كان لنا لقاء مع هذا الإطار الوطني الذي أوضح من خلاله دوافع عودته للمغرب واختياره لفريق الرجاء، كما تحدث كذلك عن مشروعه الجديد الذي سيمتد لأربع سنوات والإستراتيجية التي ينوي تطبيقها ومجموعة من المواضيع الأخرى التي تهم الرجاء والكرة المغربية بصفة عامة. أول سؤال قد يتبادر إلى الذهن، كيف جاءت عودتك لفريق الرجاء؟ «لقد إخترت العودة أولا لبلدي بعد غياب لحوالي 28 سنة وبطبيعة الحال فإن الإنسان مهما طال غيابه فإن الحنين يجره دائما لموطنه الأصلي، وشخصيا طيلة هذه الفترة لم تنقطع علاقتي بوطني، فقد ظل التواصل دائما والزيارات مستمرة، وبعد هذه الفترة من العمل والتحصيل العلمي كذلك فإنني قررت العودة للإستقرار بوطني وتسخير تجربتي لفائدة أبناء بلدي والعيش وسط الأصدقاء والأهل، وفي هذه المرحلة إتصل بي الدولي السابق صلاح الدين بصير وكذا محمد الناصري الذي تربطني به علاقة خلال الفترة التي قضيناها معا بشباب المحمدية وتحدثا لي عن المشروع الجديد للرجاء، بعدها كان الإتصال المباشر مع الرئيس محمد بودريقة وهر لي من خلال حديثه شابا رائعا، متزنا، يحمل أفكارا طموحة، وحصل الإقتناع من الطرفين وهذا ما شجعني على قبول العرض دون تردد». - هل هذا يعني بأنك قد قررت العودة بشكل نهائي للمغرب، وهل كانت لديك عروض أخرى؟ «لم يكن من السهل العودة للمغرب لأن الإخوان في قطر ألحوا علي كثيرا للبقاء، وحينما تأكدوا من إصراري على العودة منحوني سنة كاملة أقضيها بالمغرب والعودة بعدها للعمل هناك، وصراحة فإن معاملتهم لي كانت طيبة للغاية لأنهم كانوا يعتبرونني واحدا منهم، وأضيف بأنني توصلت بعروض من عدة دول خليجية ومن بعض الأندية الوطنية المنتمية للقسم الأول لكنني فضلت عرض الرجاء لأنه الأقرب إلى تجسيد أفكاري على أرض الواقع، وذلك لما لمسته لدى الرئيس وباقي أعضاء المكتب المسير من طموح ورغبة لتطوير نادي الرجاء والإرتقاء به لمصاف الأندية المحترفة، هذا بالإضافة طبعا لشعبية الفريق ولتوفره على قاعدة مهمة من الممارسين». - هل يمكن أن تحدثنا أكثر عن مشروعك الجديد مع الرجاء؟ «هو مشروع يرتكز على تجربتي التي امتدت لأزيد من 12 سنة قضيتها في مجال التحصيل العلمي في أوروبا و16 سنة في ميدان التدريب والإدارة التقنية التي تتطلب تكوينا خاصا، وعلى هذا الأساس سنعمل جميعا على إعادة هيكلة الفئات الصغرى وفق مناهج علمية مضبوطة على غرار ما هو موجود في أكبر الأندية العالمية، حيث سنستعمل الكاميرات والكمبيوتر حتى نتمكن من إنجاز ملفات دقيقة تشمل مميزات كل لاعب ومواطن القوة والضعف لديه، وذلك في أفق تطوير قدراته واستغلال مواهبه على نحو أفضل، ومن جانب آخر سأسهر كذلك على تكوين الأطر وذلك في أفق توحيد برامج العمل لدى جميع الفئات العمرية». - بعد عودتك للمغرب أشرفت على دورات تكوينية لفائدة الأطر الوطنية وإلتحاقك بالرجاء يعني وضع نهاية لهذه الدورات؟ «لا بالعكس، هذه الدورات ستبقى مستمرة وبالمجان خاصة أن الرئيس محمد بودريقة كان إنسانا متفهما ويحب الخير لهذا البلد، حيث شجعني على الإستمرار في هذه الدورات، بل إنه وضع رهن إشارتي البنيات التحتية لمركب الرجاء من أجل القيام بهذه الدورات التي سيستفيد منها أيضا لاعبون قدماء من فريق الرجاء». - قيل بأنك كنت مرشحا لأحد المناصب المقترحة من الجامعة، ألم تتم مفاتحتك في هذا الموضوع؟ «حينما كنت بقطر إتصل بي أحد الوكلاء الذي أخبرني بأن هناك عرض من الجامعة سيقترحه علي، لكن بعد فترة إنقطع عن الإتصال ولا علم لي إن كان هذا العرض صحيحا أم أن ذلك من تدبيره فقط، وخلال الفترة التي تواجدت بها بالمغرب لم يكن هناك أي اتصال مباشر من أي مسؤول جامعي». - الآن بعد توقيعك للرجاء ماذا سيكون موقفك في حال توصلك بعرض من الجامعة؟ «أنا حاليا مرتبط مع فريق الرجاء، وإذا توصلت بعرض من الجامعة فإن القرار النهائي يبقى بيد الرئيس بودريقة لأنني ملتزم معه بعقد احترافي». - دخلت الكرة المغربية موسمها الثاني على مستوى الإحتراف، فكيف ترى هذا التحول؟ «أظن بأن الكرة المغربية قد دخلت منعطفا جديدا، هناك نوع من التطور الذي يبدو ملموسا، صحيح أن البداية دائما تكون صعبة، حيث النظام الجديد يتطلب آليات غير التي كانت سائدة وأفكارا أكثر نضجا وأشخاصا أكثر ديناميكية، لكن الأكيد أن الجامعة قطعت شوطا مهما بعد أن فرضت دفترا للتحملات، كما أصبحت تدعم الأندية بشكل أفضل وهذا لم يكن من قبل، ومع مرور الوقت ستتحسن الأحوال وسيتم الإستفادة من كل السلبيات، وذلك في أفق تطوير المنظومة الكروية بشكل عام». - حاليا نتائج المنتخبات الوطنية تبدو غير مستقرة، أين يكمن الخلل في نظرك؟ «أظن بأن تركيز المسؤولين على المنتخب الأول هو من بين الأسباب الأساسية التي أدت لهذا الوضع، فلا يمكن أن تتطور الكرة المغربية إن لم تكن هناك إدارة تقنية وطنية قوية.. حاليا هناك غياب تام لتنسيق بين غيرتس ومورلان وفيربيك، وفي ظل غياب تام لأي عمل مشترك بين هذا الثلاثي وباقي مدربي الفئات لا يمكن الحصول على نتائج، فالخلل يكمن في غياب سياسة واضحة وبرامج تكوينية على المدين القريب والبعيد». - في الختام، هل يمكن أن تطمئن الجماهير الرجاوية على مستقبل فريقها؟ «كما قلت سابقا، لقد وجدت داخل المكتب الجديد شبابا طموحا من مختلف التخصصات يجمعهم حب الرجاء ورغبة الإرتقاء به لمصاف كبريات الأندية المحترفة، نحن سنشتغل وفق معايير علمية مضبوطة ولدي اليقين بأن فريق الرجاء سيجني ثمار هذا العمل عما قريب، فليطمئن جمهور الخضراء على مستقبل فريقه ولا داعي للقلق». حاوره: