قال فاعلون جمعويون إن التنمية الفلاحية بمنطقة مقريصات، التابعة لإقليم وزان، تعاني من إكراهات ومعيقات طبيعية، أهمها ضعف وهشاشة المجال الطبيعي، وانجراف التربة وهيمنة الضيعات الصغيرة على البنية العقارية وضغط كبير في استغلال الأراضي وانتشار القنب الهندي منذ عدة سنوات. وصرح محمد اليماني، مهندس فلاحي وفاعل جمعوي ينتمي للمنطقة، بأن التنمية الفلاحية بمقريصات تعاني من معيقات وإكراهات تقنية، لخصها في هشاشة نظم الإنتاج غير الملائمة للمؤهلات الطبيعية، وخصاص حاد في التنظيمات المهنية والحرفية، والاستغلال المفرط المؤدي إلى تدهور الغطاء الغابوي بسبب الضغط الديموغرافي، وقلة المساحات الصالحة للزراعة، وسيادة تربية الماعز بالطرق التقليدية التي تعتمد أساسا على استغلال المراعي الغابوية المتدهورة أصلا، وكذا ضعف حاد في تحويل وتثمين المنتجات الفلاحية والغابوية وخصاص وضعف في تأطير الفلاحين والساكنة من طرف المصالح التقنية والإدارية وضعف المكننة. وأضاف متدخلون، خلال ندوة حول القطاع الفلاحي بمقريصات بعنوان «أي استراتيجية لتنمية فلاحية بمقريصات»، نظمتها جمعية أجيال للتنمية يوم السبت 20 أبريل المنصرم، أن القطاع الفلاحي يعاني أيضا من إكراهات التمويل والتسويق، والتي تتمثل في ضعف تمويل الإنتاج الفلاحي وصعوبة الاستفادة من القروض، وعدم استقرار أثمنة المنتوجات الفلاحية بالنسبة لسلاسل الإنتاج غير المنظمة نتيجة تعدد الوسطاء، بالإضافة إلى طرق تسويق إنتاج غير مهيكلة وضعف حاد في تحويل وتثمين المنتجات الفلاحية والغابوية، والضعف الحاد في البنيات التحتية الأساسية. كما أشار المشاركون في الندوة، والتي حضرها النواب البرلمانيون عزيز الاشهب من حزب الاستقلال وعبد الحليم علاوي من العدالة والتنمية، بالإضافة إلى أحمد السينيتي المستشار عن حزب الأصالة والمعاصرة، إلى ضعف الدخل الفلاحي للساكنة القروية بالجماعة، ونسبة الأمية المرتفعة التي تفوق 60 في المائة، خاصة عند النساء، واستفحال ظاهرة الهجرة القروية وخصوصا الفئة النشيطة من السكان، وانتشار زراعة القنب الهندي الذي يتسبب في استنزاف التربة وقلة الأراضي ذات المؤهلات الزراعية، مما يساهم في ضياع الموروث المعرفي والتقني في الميدان الفلاحي بصفة خاصة عند الشباب القروي بالمنطقة، وضعف وقلة الاستثمارات العمومية ودعم المشاريع التي تساهم في خلق مناصب الشغل والرفع من الدخل. ويرى طارق التويمي، المدير الإقليمي للفلاحة بوزان، أن المشاريع المنجزة أو في طور الإنجاز وتلك المبرمجة في إطار مخطط المغرب الأخضر بدائرة مقريصات ترتكز على دعامتين أساسيتين، تهدف الأولى إلى تنمية فلاحية عصرية متكاملة، تستجيب لمتطلبات السوق، من خلال انخراط القطاع الخاص في استثمارات جديدة ذات قيمة مضافة عالية، فيما تعنى الدعامة الثانية بالفلاحة التضامنية والتي تسطر لمقاربة ترمي بالأساس إلى محاربة الفقر في العالم القروي عبر تحسين دخل الفلاحين الصغار. وقدم المتدخلون مقترحات مهمة للخروج من الوضعية الراهنة كتنمية نظم الإنتاج الفلاحي تتماشى مع إمكانيات وقدرات المجال الطبيعي والاجتماعي الخاص بالمنطقة (سلسلة الأشجار المثمرة وتربية المواشي) وتحسين وتهيئة التجهيزات السوسيو- اقتصادية الأساسية، والرفع من تنافسية الضيعات الفلاحية عبر تحويل تثمين المنتوجات المحلية، ودعم وتأطير التنظيمات المهنية الفاعلة في الميدان الفلاحي، والعمل على خلق تعاونيات إنتاجية جديدة والرفع من الاستثمارات العمومية، وتشجيع المبادرات الخاصة وتسهيل الولوج إلى القروض ومساعدات الدولة في إطار صندوق التنمية الفلاحية. وخرج المشاركون في الندوة بعدة توصيات علها تجد آذانا صاغية من طرف المسؤولين المحليين أو المركزيين، بهدف إخراج مقريصات من عزلتها سواء من حيث حجم الاستثمارات العمومية المخصصة للبنية التحتية وضرورة انخراط المنطقة في الاستراتيجية الجهوية والبرامج الوطنية والتفكير في استراتيجية وطنية لتنمية المناطق الجبلية، أو ما تعلق بدعم وتأطير التنظيمات المهنية خاصة التعاونيات، والتشجيع على الاهتمام بنظام السلاسل للإنتاج الخاص بالأشجار المثمرة وتربية النحل، والانفتاح على معهد البحث الزراعي خاصة فيما يتعلق بالأنواع التي هي في طريق الانقراض، بالإضافة إلى العمل على إنجاز مشروع للتحفيظ الجماعي.