كانت دار الشباب " القدس " بمركز جماعة مقريصات القروية يوم السبت 20 أبريل ، قبلة للعديد من الفعاليات المدنية والسياسية جاءت تلبية لدعوة من جمعية " أجيال للتنمية بمقريصات " التي اختارت في إطار أنشطتها التواصلية عقد ندوة تحت شعار : أية استراتيجية لتنمية فلاحية بمقريصات ؟ " مباشرة بعد الجلسة الافتتاحية التي استمع فيها الحضور للخطوط العريضة للورقة التقديمية للندوة التي قدمها نائب رئيس الجمعية، مسائلا فيها الرهانات المطروحة على مختلف المتدخلين من أجل تحقيق الإقلاع الفلاحي بالمنطقة، من خلال مجموعة من الأبواب والمسالك . محمد اليمني، الخبير في المجال الفلاحي كان أول متدخل في الموضوع الذي قال عنه بأنه يستوجب اهتماما وانشغالا خاصين من طرف جميع الفاعلين في التنمية. ولكي يضع الحضور النوعي الذي تابع هذه الندوة فقد اختار في البداية تقديم تعريفا بالجماعة من حيث الموقع الجغرافي، والإنتماء الإداري، وخاصيات المجال الطبيعي، والمعطيات الديمغرافية التي تشير إلى أنه ليس هناك نمو ملحوظ، وأن نسبة الأمية بالجماعة حسب الأرقام الرسمية تتجاوز 60 في المائة ! ولم يفته التفصيل في أهم الأنشطة الإقتصادية التي تستقطب الساكنة. وفي حديثه بعد هذا التعريف عن معيقات التنمية الفلاحية بالمنطقة التي قسمها إلى طبيعية وتقنية ، أشار إلى ضعف وهشاشة المجال الطبيعي، وهشاشة التربة وحدة الانجراف، وضغط الساكنة على الغطاء الفلاحي ، وهيمنة الضيعات الصغيرة على البنية العقارية، وهشاشة نظم الإنتاج غير الملائمة للمؤهلات الفلاحية، وحدة الخصاص في التنظيمات المهنية والحرفية، وقلة المساحات الصالحة للزراعة، واكراهات التمويل والتسويق ، وضعف وقلة الاستثمارات العمومية ودعم المشاريع التي تساهم في خلق فرص العمل ورفع الدخل. وفي حديثه عن المؤهلات التي تتوفر عليها المنطقة والتي إذا ما استحسن استغلالها فإنها بإمكانها أن تدفع بعجلة التنمية وتحرك الإقتصاد المحلي ومن جملة هذه المؤهلات التي أشار إليها السيد اليمني ، فالمنطقة تتميز بظروف ملائمة من حيث التربة والمناخ وتنويع الأشجار المثمرة ، وبالتنوع البيولوجي ( أكثر من 2000 صنف نباتي وحيواني ) الذي يمكن أن يساهم في تنمية السياحة القروية والبيئية . ومن المؤهلات الأخرى التي استعرضها المحاضر ، وفرة التساقطات المطرية ، ووجود إمكانيات هامة لتعبئة المياه الطبيعية لتوسيع المساحات المسقية ، وغناء المنطقة بالأعشاب الطبية ، وانبثاق مجتمع مدني يشتغل في ميدان التنمية القروية بعد ذلك ، ختم الخبير محمد اليمني مداخلته ، بتحديد توجهات ومحاور التنمية الفلاحية التي حددها في تحسين نظم الإنتاج الفلاحي التي تتماشى مع إمكانيات وقدرات المجال الطبيعي والاجتماعي الخاص بالمنطقة ، والاستغلال العقلاني للثروات الطبيعية ، وتحسين التجهيزات السوسيو اقتصادية الأساسية ، ودعم وتأطير التنظيمات المهنية ، وتنمية قطاع الماعز ، وتقوية النسيج الجمعوي ، وتسهيل الولوج إلى القروض ،......... مدير مديرية الفلاحة بوزان بدوره قدم بعض الإضاءات عن المخطط الأخضر المرتكز على دعامتين ، الأولى تركز الإهتمام على الفلاحة الكبرى ، وهو ما لا ينطبق على المجال الجغرافي لمقريصات وجيرانها المتموقعة ضمن الدعامة الثانية المعروفة بالدعامة التضامنية . واستعرض بعد ذلك المشاريع المنجزة في إطار المخطط الفلاحي الجهوي بدائرة مقريصات . يذكر بأن هذه الندوة قد تابع أشغالها ثلاثة برلمانيين ، ورئيس جماعة مقريصات ، وثلة من المنتخبين بالجماعات المجاورة ، وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بطنجة ، وعدد من الفعاليات المدنية والسياسية بالمنطقة .