اعتقلت عناصر الدرك الملكي بدار بوعزة، أول أمس الأربعاء، حوالي الساعة الثانية زوالا، لصا ضبط في حالة تلبس بسرقة سيارة من نوع «مرسديس» من داخل سوق دار بوعزة، حيث استطاع فتح بابها وامتطائها وكان بصدد سرقتها، قبل أن يفاجأ بمحاصرته من طرف بعض المواطنين, وتم إخطار عناصر الدرك التي انتقلت إلى عين المكان وأوقفت المعني واقتادته إلى مقر المركز الترابي للدرك الملكي بدار بوعزة بمنطقة ابن عبيد الهامشية. وقد قادت التحقيقات التي باشرتها عناصر الدرك إلى أن الأمر يتعلق بعصابة تتكون من أزيد من 10 أشخاص ينشطون بمدن الدارالبيضاء وآسفي والجديدة وسيدي بنور، حسب النتائج الأولية التي انتهت إليها التحقيقات مع الموقوف، الذي أفصح عن قائمة بأسماء أشخاص ينشطون داخل الشبكة المذكورة التي تعمل على سرقة السيارات وتفكيكها وتجزيئها وبيع قطع غيارها بأسواق المتلاشيات. ويتحدر الموقوف من منطقة سيدي بنور، وقد تمكن من فتح باب السيارة المذكورة بواسطة مفتاح من بين رزمة مفاتيح كانت بحوزته وقام بتشغيل محركها وحاول الفرار، إلا أن يقظة بعض زوار السوق وسرعة تدخلهم حالت دون ذلك، حيث تمت محاصرته من طرف العشرات من المواطنين. وبعد استنطاق المتهم تمت إحالته على المركز القضائي للدرك الملكي ب 2 مارس بالدارالبيضاء اعتبارا لأن الفعل المرتكب يعد جناية وليس جنحة. وأكدت مصادر «المساء» أن الموقوف له سوابق في سرقة السيارات بالدارالبيضاء ونواحيها. كما أنه كان يعمد إلى كراء السيارات ويقوم ببيعها في سوق المتلاشيات من أجل تفكيكها وبيع أجزائها بالتقسيط. وقد تم وضع المعني تحت الحراسة النظرية في انتظار تعميق البحث معه. وأضافت المصادر ذاتها أن المصالح المسؤولة فتحت تحقيقا في هذا الموضوع وأن البحث يجري عن باقي عناصر العصابة بالمدن التي تم ذكرها في السابق. وأكدت فعاليات جمعوية بالمنطقة أن دار بوعزة تعاني من «فراغ أمني» بعدما تم نقل مركز الدرك إلى منطقة ابن عبيد، في الوقت الذي أصبح المجال فسيحا أمام «قطاع الطرق» نظرا لبعد المسافة بين مركز الدرك ومركز دار بوعزة، إذ أن المتصل برجال الدرك يجب أن ينتظر نصف ساعة لوصولهم. وأكد محمد حمدوشي، رئيس جمعية حوض طماريس، أن المجتمع المدني بدار بوعزة ظل يطالب بتكثيف الدوريات الأمنية بهدف الحفاظ على الأمن من خلال القيام بدوريات مشتركة، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع في منطقة تعرف «ترديا خطيرا في الوضع الأمني»، وانتشار «السرقات بالخطف وقطاع الطرق الذين ينتشرون في نقاط عديدة ويزرعون الرعب بين السكان وخاصة في طريق الزويركة». كما أكد أن السكان يطالبون المسؤولين بوضع مسافة معقولة بين مركزي الدرك الملكي المحدثين أخيرا، واللذين لا يفصل بينهما إلا مئات الأمتار، مع العلم أن المراكز الأمنية غالبا ما تحدث في محور التجمعات السكنية وليس في الهامش كما هو الحال بالنسبة إلى المركز الترابي لدار بوعزة، حيث إن تدخل الدرك في تجزئة المتوكل أو بلوك بام يتطلب وقتا طويلا. وطالب السكان بإحداث مفوضية للشرطة في ظل تزايد معدل الجرائم بكل أنواعها.