قضت محكمة الاستئناف في تطوان ب20 سجنا نافذا في حق أب ظل، طيلة سنوات، يغتصب ثلاثاً من بناته الخمس. كما افتضّ بكاراتهن، مع العلم أنّ إحداهن كفيفة البصر.. ورغم محاولات نفي الأب (أحمد أبهار) ارتكابه جريمة زنا المحارم، فإنّ الأدلة الطبية وتصريحات بناته كشفت جرائمه التي مارسها لعدة سنوات في حقهنّ. ولم يتصور الأب أن يفتضح أمره إلا بعد أن تزوجت إحدى بناته (س) بشاب من دوار «إيبوهارن» في إقليمتطوان، حيث فوجئ العريس ليلة حفل الزفاف بأنّ زوجته ليست عذراء. وبعد إصراره على معرفة ما جرى لها، اعترفت العروس لزوجها بالأمر، وبأنها ضحية اغتصاب من طرف والدها، الذي ظل يمارس عليها الجنس لسنوات. وبعد انكشاف الفضيحة، صرحت الأختان الأخْرَيان بأنهما تعرّضتا -بدورهما- للأمر نفسِه من طرف الأب، الذي كان يتحيّن فرصة مغادرة الأم بيت الزوجية للعمل في الفلاحة، لينفرد بهنّ. كما كشفت البنت الضريرة (نعيمة) وهي طالبة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في مارتيل، أنها لم تتجرّأ على أن تصارح أحدا بجرائم «الأب» خوفا من بطشه، إذ كان يُهدّدهن إن هنّ كشفن أمره. وأصبحت هذه الأخيرة تعاني من أزمات نفسية جراء تعرّضها للاغتصاب من طرف والدها، مما أثّر على سير دراستها، إذ لم تتوجّه إلى المؤسسة الجامعية للدراسة طيلة هذا الموسم. وبعد تفجّر الفضيحة توجّهت الأخوات الثلاث والأم إلى المستشفى الإقليمي سانية الرمل في تطوان لإخضاع أنفسهنّ للفحص الطبي بناء على تعليمات النيابة العامة، إذ أثبتت الفحوصات الطبية صحة أقوالهنّ. ليتم الاستماع إليهن، ثم إلى الأب من طرف المركز القضائي للدرك الملكي في تطوان، قبل أن يُعتقل المتهَم في سجن تطوان في انتظار النطق بالحُكم المذكور.