لم يكن مُقام عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بموريتانيا الأسبوع الماضي للمشاركة في اجتماع الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة للتعاون بين الرباطونواكشوط، تشاورا ومباحثات سياسية مع قادة الجار الجنوبي، وتنسيقا من أجل الارتقاء بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولكن كذلك شعرا وطربا و»خرفانا مشوية». فخلال حفل العشاء الذي أقامه الوزير الأول الموريتاني، مولاي ولد محمد الأغظف، على شرف بنكيران والوفد المغربي المرافق له والخبراء وأعضاء السفارة المغربية بنواكشوط، حضر الشعر العمودي بقوة، حيث تنافس ثلاثة شعراء من بلد «المليون شاعر» في قول القريض والتغني بالعلاقات بين الشعبين الشقيقين، مما أضفى نكهة شعرية على حفل العشاء. وفضلا عن الشعر حرص الموريتانيون على توفير أجواء طربية بتوجيه الدعوة إلى المطربة المشهورة المعلومة منت مداح، التي أتحفت مسؤولي البلدين بعدد من القطع الغنائية، فيما شكلت «الخرفان المشوية» الطابق الرئيس لمأدبة العشاء، إلى جانب الشاي الموريتاني و»السلطة». وبالرغم من بساطة حفل العشاء المقام على شرف بنكيران، تقول مصادر من الوفد المغربي، فإن الاحتفاء الذي حظي به رئيس الحكومة والأجواء الشعرية والطربية التي سادت طيلة ثلاث ساعات، قوبلت قبولا حسنا، وكان لها أثر عميق في نفسيته وجعلته يسر لمضيفيه، كما لمرافقيه، بأنه روّح عن نفسه في ليلة حضر فيها بامتياز «الشعر والطرب الأصيل والوجوه الحسان». مصادر «المساء» أوضحت أن رئيس الحكومة الذي لم يتخلص طيلة الرحلة إلى نواكشوط من حس الفكاهة الذي يميزه عن سابقيه، كشف لمضيفيه أنه من فرط سماع الشعر»غادي نولي نقول لكم الشعر»، مشيرة إلى أنه حرص على شكر المسؤولين الموريتانيين على الأجواء التي ميزت حفل العشاء المقام على شرفه، والذي ذكره بأجواء افتقدها منذ زمن بسبب مشاغله على رأس الحكومة وحزب العدالة والتنمية.