عرض المكتب المسير للوداد الرياضي في لقاء إعلامي بعض التفاصيل المتعلقة بتدبير شأن الفريق، وسلط الضوء على «حديث الأزمة» الذي تم تداوله في كثير من وسائل الإعلام مؤخرا، وخلص اللقاء المفتوح مع الصحافيين المنعقد في مقر النادي بمركب محمد بن جلون مساء أول أمس الخميس، إلى التقليل من الأزمة واعتبرها عارضا مرتبطا بتأخر 70 في المائة من المستشهرين في تسديد ما بذمتهم من متأخرات مالية. وقدمت وكالة للتواصل تشخيصا للوضع المالي للوداد ووصفته بالمختنق، مقدمة مبررات للظرفية الراهنة، حيث أكد سعد الله ياسين وجود استقرار على مستوى صرف المستحقات المالية، مشيرا إلى أن كثيرا من الفرق المغربية تعيش نفس الأوضاع، وطالب بالفصل بين تحديث مؤسسة الوداد ونتائج الفريق الأول. وكشف العرض عن ارتفاع الغلاف المالي لرواتب ومنح الفريق التي تصل إلى 37 مليون درهم سنويا، واصفا الأمر بالرهيب، إذ يقارب حجم أجور أكبر خمس شركات في المغرب، «ارتفعت كثلة الأجور بنسبة 6 في المائة مقارنة مع العام الماضي وهي الأعلى بين جميع الأندية المغربية»، كما أسهب في عرض منجزات النادي منذ 2007 إلى الآن. كما أشار إلى ضعف عائدات النقل التلفزي وإيرادات الانخراط والاشتراك التي يتطلع الفريق إلى الارتقاء بها، إذ لم يتجاوز عدد بطائق الاشتراك 899 بطاقة وهو رقم لا يتماشى والقاعدة الجماهيرية للفريق، ورصد العرض ضعف المتابعة من طرف الجماهير التي لم تحقق ما كان منتظرا منها وقدم نموذجا لمباراة جمعت بين الوداد وليوبارد الكونغولي برسم تصفيات كأس الاتحاد الإفريقي، حيث بلغت المداخيل 117 ألف درهم والمصاريف 117 ألف. وأكدت المداخلات على وجود مصاريف عالية مرتبطة أساسا بالتزامات النادي القارية حيث تصل نفقات الجانب اللوجستيكي إلى 10 ملايين درهم، لاسيما في ظل أسفار طويلة آخرها الرحلة إلى الموزمبيق. «مشكلة المشاركة في هذه المنافسات أن الوداد يصرف الجزء الأكبر من عائدات المسابقة في التنقلات»، وربط فتوحي رئيس لجنة الشبان بالنادي بين ضعف الاهتمام بالفئات العمرية والرهان على الفريق الأول وقال: «كأس العالم للأندية هي سبب كل الأوجاع، فحين تبين أن البطل سيشارك فيها وسينال الملايير أصبح هاجس كل الفرق الاهتمام بنتائج الفريق الأول ولو على حساب الصغار»، لكن على الرغم من سؤال الأزمة الذي خيم على أشغال اللقاء الإعلامي، لكن مسيري الوداد الحاضرين أكدوا أن «حديث الأزمة سيصبح بعد الديربي جزءا من الماضي». وتم خلال اللقاء، الذي تأخر عن موعده بحوالي عشرين يوما، تقديم العضو العائد حميد حسني والمدير الرياضي العربي كورة، وتم التأكيد على ضرورة تحسين العلاقات مع الجمهور، ومع كل مكونات الفريق حتى يعود الوداد إلى سالف عهده، مع التنويه بالهيكلة الجديدة للنادي خاصة على مستوى مرافقه وآليات اشتغاله، بينما عبر بعض الوداديين عن قلقهم لتزامن «الكوكتيل» الذي أقيم على شرف الحاضرين مع صدور أحكام سجنية في حق أبرز مشجعي الوداد.