فاقت ميزانية الوداد البيضاوي فرع كرة القدم الأربعة ملايير من السنتيمات، ليصبح الموسم الرياضي 2007-2008 الأعلى من حيث نفقات التسيير في تاريخ النادي، بعد أن انتقلت المصاريف من خمسمائة مليون سنتيم قبل خمس سنوات إلى أربعة مليارات ومائة مليون سنتيم إلى حدود نهاية شهر يونيوالماضي. وكانت ميزانية الوداد قد سجلت في الموسم الماضي ارتفاعا ملموسا، حيث أنفق المكتب المسير برئاسة الطيب الفشتالي 23 مليون درهم حسب التقرير المالي الذي حصرت عملياته في نهاية شهر ابريل، بدل شهر يونيو. وترجع أسباب ارتفاع نفقات تسيير الوداد إلى الانتدابات التي أقدم عليها المكتب المسير الحالي برئاسة عبدالإله أكرم والتي بلغت 550 مليون سنتيم، وما ترتب عنها من ارتفاع كثلة الأجور والمنح والتعويضات، حيث تقارب المصاريف الشهرية لفرع كرة القدم 70 مليون سنتيم. ويعتبر الوداد الفريق الثاني في المغرب الأكثر استثمارا في مجال اللاعبين، بعد الجيش الملكي الذي رصد حوالي مليار سنتيم لعمليات الانتدابات الصيفية والشتوية. وكان رئيس الوداد قد انتدب في بداية الموسم الرياضي مجموعة من اللاعبين بغلاف مالي اعتبر الأضخم في تاريخ الفريق، حيث تراوحت ما بين 200 مليون سنتيم لاستقطاب كريم فكروش و40 مليون لضم اللاعب المالي عمر كيدا، بينما كانت أغلب الصفقات في حدود 100 مليون سنتيم (سقيم وبيضوضان), وامتدت زمنيا إلى ثلاث سنوات، وهوما يمكن الوداد من بيع بعض اللاعبين وتحويلهم إلى مصدر تمويل كما حصل مع لمياغري الذي استفاد النادي من إعارته ثلاث مرات، ومديحي وفلاح وتوري وأجراوي، فضلا عن 150 مليون سنتيم التي ضخها في الحساب البنكي للوداد النادي الصفاقسي، في إطار تسوية ملف عبد الحق ايت العريف. وشكلت مشاركة الوداد في منافسات النسخة الخامسة من دوري أبطال العرب عبئا على ميزانية الفريق، رغم أن حصوله على لقب الوصيف مكنه من مبلغ مالي قدره مليون دولار، ولقد تضاءل بحكم انخفاض سعر الدولار إلى 760 مليون سنتيم، علما أن مصاريف التنقلات والمباريات العربية قاربت 250 مليون سنتيم، والمنح المخصصة للاعبين بعد الحصول على المرتبة الثانية تصل إلى 240 مليون سنتيم (لم يتوصلوا بها بعد). وبعملية حسابية بسيطة يمكن القول بأن منحة كأس أبطال العرب تغطي نفقات المنافسة العربية وتوفر للوداد فائضا لا يزيد عن 200 مليون سنتيم، بعد خصم الاقتطاعات المخصصة لبقية المتدخلين. ولولا المشوار المتميز للوداد في سكة أبطال العرب لعانى الفريق اختناقا ماليا حقيقيا بعد أن فقد باحتلاله لرتبة في وسط الترتيب الكثير من الحوافز المالية. ويعتبر مسؤولوالوداد عائدات الاستشهار الأكثر تحقيقا للاستقرار المالي بعد أن تجاوزت المداخيل مليارا ونصف من السنتيمات، وهوالأعلى بين جميع الأندية المغربية متبوعا بغريمه التقليدي الرجاء الذي لم يحقق سوى نصف المبلغ وعجز عن تعويض بعض المستشهرين الدين أنهوا عقودهم مع النادي كإيكدوم وسيمنس. وحسب مصدر مسؤول في المكتب المسير للوداد، فإن الانتقالات الشتوية التي تم بموجبها بيع كل من فلاح ومديحي وأجراوي ولمياغري ساهمت في تحقيق التوازن المالي. وأكد المصدر ذاته أن أمين المال عبر في أكثر من مناسبة عن رغبته في مغادرة المكتب المسير، بعد خمس سنوات من الإشراف على مالية النادي موضحا أن الاستقالة ستتم خلال الجمع العام بعد المصادقة على التقرير المالي.