في ظرف أسبوع واحد، استقال كل من امبارك إحسان وإدريس الشرايبي من مهامها كرئيسين لناديين كبيرين وهما الرجاء والوداد البيضاويين لكرة اليد. بين استقالة إحسان والشرايبي أكثر من نقط التقاء، فالغريمان وجدا صعوبات مالية جمة في تدبير منافسات الموسم الرياضي الماضي، وأنفقا من مالهما من أجل استكمال مباريات الدوري وأداء الرواتب والمنح للاعبين مع ما يترتب عن الموسم من نفقات التنقل والإقامة والفئات الصغرى. قدم إحسان استقالته لامحمد أوزال رئيس المكتب المديري، وأرسل نسخة من القرار إلى عبد الله غلام رئيس فرع كرة القدم، على اعتبار أن فرع كرة القدم داخل الرجاء ينوب عن المكتب المديري في دعم الفروع. واختار الشرايبي محطة الجمع العام الأخير لإعلان استقالته، رفقة أعضاء المكتب المسير للفريق، وسلم مفاتيح الفرع للطيب الفشتالي رئيس المكتب المديري للوداد الرياضي. وقال إحسان، إنه يستحيل عليه تدبير فريق ينتمي إلى القسم الأول من الدوري المغربي لكرة اليد، بميزانية هزيلة لا تكفي لتأمين سفريتين، وأضاف أنه من الصعب جدا عليه أن ينفق أموال أسرته على فريق يفتقد لدعم قار بناء على عقدة أهداف مسطرة، وأضاف في معرض حديثه عن سر الاستقالة، «لقد جددت هياكل النادي وجعلته في وضع يشرف الرجاء البيضاوي، جلبت لاعبين محترفين وأديت رواتب ومنحا هامة، وكانت الرحلات تتم عبر وسائل نقل سياحية مريحة، كما ناضلت من أجل أن يكون للفريق ملعب هو قاعة أولاد زيان، لكن كل هذه الإنجازات ذهبت سدى لأن نداءات الاستغاثة التي وجهناها في الموسم الماضي لم تجد آذانا صاغية». وبلغت مصاريف فرع كرة اليد لنادي الرجاء البيضاوي خلال الموسم الرياضي، 82 ملايين سنتيم، علما أن دعم النادي لم لم يتجاوز 8 مليون سنتيم، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية مصاريف رحلة واحدة إلى بركان. أما الغريم التقليدي الوداد فكان الانسحاب أمرا منتظرا، لاعتبارات عديدة، أبرزها صعوبة توفيق الرئيس الشرايبي بين مهمتين تتطلبان استنفارا للوقت وللإمكانيات والجهد، خاصة بعد أن حقق فريق بلازا سبور الذي يرأسه، حلم الصعود إلى القسم الأول الممتاز من دوري كرة السلة، وانغلاق صنبور الدعم المالي القادم من قنوات الصرف التابعة للمكتب المديري، وضعف موارد «السبونصور» الذي غالبا ما يفضلون الاستثمار في الرياضة الأكثر شعبية، رغم أن الرئيس تمكن من جلب 50 مليون سنتيم عبارة عن دعم بعض المستشهرين. ورغم أن العامل المادي هو المبرر الأول لاستقالة الشرايبي، إلا أن هذا الأخير يفضل صيغة «استقالة لأسباب شخصية». وقال الشرايبي ل«المساء» إنه من المستحيل تطوير كرة اليد بإعانات من المكاتب المديرية أو من الجماعات، لأن منافسة الفرق التونسية والجزائرية والمصرية، تحتاج إلى توفر كل فريق على ميزانية تقدر ب 300 أو 400 مليون سنتيم، مشيرا إلى أن تحقيق الأهداف المسطرة محليا لا يمكن أن يتحقق إلا بميزانية لا تقل عن 120 مليون سنتيم. الرجاء البيضاوي الآن بدون مكتب مسير، ومصير العديد من اللاعبين والمؤطرين لازال مجهولا، بينما يفضل المكتب المديري الصمت لأنه يعتبر نفسه بمثابة «فاقد الشيء الذي لا يعطيه». أما المكتب المديري للوداد، فآثر الصمت بدوره، بعد أن أنهكته المساعي الحميدة مع فرع كرة القدم، الذي اكتفى بضخ 20 مليون سنتيم في ميزانية الأصل بدل 110 مليون سنتيم المنصوص عليها في العقد.