تلتمس فعاليات جمعوية بسبت جزولة (حوالي 27 كيلومترا جنوبآسفي) زيارة ملكية إلى المنطقة من أجل الوقوف على حجم الاختلالات التي وُصفت ب«الكبرى» تزامنا مع الزيارة الملكية لمدينة آسفي، علما أنّ لجنا مركزية وأخرى جهوية سبق أن زارت الجماعة دون أن تُكشَف مضامين التقارير التي أنجِزت في هذا الإطار، والتي تتعلق بمجموعة من «الاختلالات» أكدت هذه الجمعيات نفسها أن الجماعة حبلى بها. وعدّدت الجمعيات العديد من المشاكل والاختلالات الأمنية التي «يغرق» فيها سكان هذه المدينة «المُهمَّشة» على جميع المستويات (الصحة، الطرق، الأمن، الاقتصاد) وكذا المساحات الخضراء، «التي تغيب بشكل تام، فحتى بعض المشاريع التي تم إنجازها، من قبيل السوق الذي أحدِث مؤخرا، ما زالت أبوابه مغلقة بسبب الاختلالات، إضافة إلى اختلالات تشوب بعض مداخيل الجماعة، وفي مقدمتها السوق الأسبوعي الحالي». وطالبت الجمعيات ذاتها بتشكيل لجن محايدة للبحث والتحقيق في سبب التعثر التنموي في المنطقة، التي تفتقر إلى كل مقومات «الحضارة»، سواء تعلق الأمر بالبنية التحتية، التي تكاد تنعدم، أو بالمرافق العمومية والترفيهية «الغائبة»، بما فيها الملاعب ودور الشباب، التي من شأنها خلق التنمية الفكرية وحماية شباب المنطقة من الانحراف، مؤكدة أنّ «أغلبهم يعانون من الفراغ، وهو ما يدفعهم إلى تعاطي المخدّرات هروبا من الواقع المفروض عليهم». ووصف الجمعويون الوضع في المدينة ب»الكارثي» بسبب مشكل مياه الصرف الصحي، التي تتجمع في مدخل المدينة، قدوما من مدينة آسفي، مرورا بالجماعة القروية «خط أزكان» وصولا إلى جزولة حيث توجد بركة مياه آسنة عملاقة، ملتمسين أن «تتم الزيارة الملكية عبر هذه النقطة بالتحديد للوقوف على بعض النقط السوداء التي تشكل وصمة عار على المنطقة وخطرا على الساكنة»، والتي تعمل عدة جهات مسؤولة على إخفائها مع كل زيارة ملكية، حيث يتم رسم خارطة تحرّك الموكب الملكي تجنبا لكشف هذه النقط، والتي من بينها المطرح الإقليمي في آسفي عند نقطة الخروج من المدينة في اتجاه بلدية جزولة ومدخل الأخيرة، التي «تستقبل» زوارها برائحة كريهة للمياه العادمة، التي تتسبب في أمراض وهلاك النبات والحيوان، وفق المصادر نفسها، علما أنّ هذا المشكل تسبب في «إعدام» آبار للمياه العذبة كانت تسقي سكان المنطقة. وأضاف الجمعويون أنه مع كل فصل صيف تتفاقم مشاكل السكان بسبب الانقطاعات المتكررة لمياه الشرب، إضافة إلى انتشار الأزبال، «لأنّ الشركة التي تم تفويض قطاع النظافة لها لم تبدأ أشغالها إلى حد الآن»، حسب الجمعيات نفسها.