على مر الحضارات التي تعاقبت على تاريخ المغرب القديم والوسيط، كان أجدادنا المغاربة يبدعون في مجالات مختلفة، ويقدمون أمثلة عديدة على التطور الكبير الذي حققوه في مجالات الطب والعمارة والبناء والعلوم والأدب والشعر، في وقت كانت فيه أوروبا لا تزال غارقة في بحر من الجهل والتخلف والأمراض، وهذا ما دفع بعدد من العلماء الأوروبيين الى ترجمة أعمال الأطباء والعلماء المغاربة ومحاولة الاستفادة منها، في أوروبا، وكمثال بسيط على ذلك، فإن جامعة القرويين لعبت دورا كبيرا في انتشار العلوم والأرقام العربية إلى ربوع أوروبا... في هذا الخاص نتوقف لنلقي الضوء على أبرز مفاخر المغرب المنسية التي قد لا يعرف عنها الجيل الحالي أي شيء تقريبا.. بعد أن استشرى الفساد في الدولة المرابطية وحاد أحفاد البطل ابن تاشفين عن نهج جدهم جرت على مُلكهم سنن من سبقهم ودب الوهن في أوصالهم، والدولة كالإنسان، كما قال ابن خلدون، تنمو وتترعرع وتشب ثم تصيبها الشيخوخة ثم تحتضر وينتهي أمرها، وما إن مالت شمس المرابطين نحو المغيب حتى انبرت لخلافتها بالمغرب دولة لا تقل عنها عظمة، تلك هي دولة الموحدين التي لم يكتب للغرب الإسلامي وبلاد السودان وبلاد الأندلس أن تتوحد تحت راية واحدة بعد المرابطين إلا في ظلها، وقد واكب نشوء هذه الدولة العظيمة انحلال الخلافة الإسلامية بالمشرق واهتزاز أركانها وتوالي الحملات الصليبية على سواحل الشام، وعودة الأندلس إلى سيرتها الأولى، حيث عاود الأندلسيون التحالف مع ممالك إسبانيا، وقد قاد ابن سعد، أمير بلنسية، معارك طاحنة بمساندة قشتالة وأراجون ضد الوجود الإسلامي المغربي بالأندلس ومُني بالهزيمة في موقعة «مرج الرقاد» وموقعة «السبيكة» ولم يحل ذلك دون مواصلة الصليبيين لتأليبه على إخوانه، وتمويل حروبه، وقد عزم عبد المومن بن علي الكومي على استئصال شأفة الصليبيين بعد تنامي خطرهم وقررمواصلة فتوحات سلفه «طارق»، فحشد لأجل هذه الغاية جيشا جرارا قوامه ثلاثمائة ألف فارس ومائة ألف راجل وأسطولا لم يشهد له المشرق ولا المغرب مثيلا مؤلفا من أربعمائة سفينة ضخمة لمحاصرة شواطئ الإسبان وقطع المدد والأقوات عن الممالك الصليبية، غير أن تلك الحملة لم يكتب لها النجاح، فقد عاجلت المنية السلطان عبد المؤمن عام 558 هجرية قبل أن يشرع في تنفيذ مخططه، وحاول سلفه يوسف بن عبد المؤمن مواصلة مسيرته لكنه سقط شهيدا عام 580 هجرية على مشارف شنترين في إحدى الحملات التي قادها بنفسه. أسباب معركة الأرك
كان للحملات التي نظمها عبد المؤمن بن علي وسلفه يوسف بن عبد المؤمن أثر كبير في إيقاف الأطماع الصليبية، غير أن توالي الثورات في إفريقيا سيصرف الموحدين عن الأندلس لبعض الوقت ليعود الصليبيون إلى سابق عهدهم، ومع تعيين «مارتن دي بسيرجا» مطرانا لطليطلة، بدأ الإعداد لحملة شاملة على بلاد الأندلس. وانطلق فرسان النصارى يعيثون في الأندلس فسادا فخربوا القرى وأعملوا السيف في النساء والصبيان وقطعوا الأشجار والكروم، وعقد ألفونسو الثامن رفقة المطران مارتن العزم على إبادة كل ماله صلة بالمسلمين في بلاد الأندلس، ويأبى التاريخ إلا أن يعيد نفسه في هذا الموطن فقد أرسل ألفونسو الثامن للسلطان يعقوب المنصور الذي خلف يوسف بن عبد المؤمن، رسالة شبيهة برسالة ألفونسو السادس إلى يوسف بن تاشفين، كأن الوقائع والأحداث ثابتة فلا تتغير غير أسماء الأشخاص وكان مما جاء في الرسالة «فإنه لا يخفى... أنك أمير الملة الحنيفية كما أني أمير الملة النصرانية، وقد علمت الآن ما عليه رؤساء أهل الأندلس من التخاذل والتواكل وإهمال الرعية، وإخلادهم إلى الراحة وأنا أسومهم بحكم القهر وجلاء الديار، وأسبي الذراري وأمثل بالرجال، ولا عذر لك في التخلف عن نصرهم إذا أمكنتك يد القدرة، وأنتم تزعمون أن الله تعالى فرض عليكم قتال عشرة منا بواحد منكم، فالآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا، ونحن الآن نقاتل عشرة منكم بواحد منا، لا تستطيعون دفاعا، ولا تملكون امتناعا. ها أنا أقول لك ما فيه الراحة لك وأعتذر لك وعنك، على أن تفي بالعهود... وترسل إلي جملة من عبيدك بالمراكب وأجوز بجملتي إليك، وأقاتلك في أعز الأماكن لديك». ولما وصل الكتاب إلى المنصور مزقه وكتب على ظهر قطعة منه «ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها، ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون» ثم أمر أن يذاع الخطاب على جنود الموحدين وأرسل في الأقطار يحشد الدعم لحرب فاصلة مع ألفونسو الذي تفاقم خطره وتجاوزت أحلامه حدود عدوة الأندلس إلى عدوة المغرب الاقصى، فلبى فرسان المغرب الأقصى النداء وتوافد المقاتلون الأبطال على المنصور من برقة ومن صحراء الجنوب وجبال الأطلس وكافة البلاد الخاضعة للسلطان الموحدي والتحقت الكتائب بالمنصور بأحواز مراكش في كامل عدتها وعتادها، وفي الثامن عشر من جمادى الأولى 591 هجرية أعطى المنصور الموحدي الأوامر لقواته التي قيل إنها ضمت خمسين ألف مقاتل كي تتحرك نحو الأندلس حيث نزل بالجزيرة الخضراء في العشرين من رجب.
وفي معسكر الخصم حشد ألفونسو الثامن قواته بين قرطبة وقلعة رباح على مقربة من قلعة الأرك وبعث نحو الممالك النصرانية الأخرى يستمد منها العون، خاصة مملكتي ليون ونفارا وتوافد عليه فرسان الداوية وفرسان قلعة رباح فاجتمع بين يديه جيش جرار قيل في بعض المصادر أنه ضم مائة ألف مقاتل، وقيل أكثر من ذلك بكثير وأنه بلغ ثلاثمائة ألف مقاتل، ومهما يكن من تضارب الآراء في تقدير أعداد مقاتلي الجيش الصليبي فالثابت عند كل المؤرخين أن ألفونسو الثامن احتفظ لنفسه بميزة تحديد مكان المعركة وأن وضعية جيشه كانت أفضل من وضعية الجيش الموحدي بالنظر إلى أنه يقاتل في أماكن يحيط بجغرافيتها ويعرف دقائق تضاريسها وأنه استطاع تأمين إمداد عناصره بالأقوات بخلاف الجيش الموحدي الذي يحارب خارج أرضه بعيدا عن مصادر التموين. أقام القشتاليون معسكرهم على ربوة مجاورة لحصن الأرك بشكل يضمن لهم مراقبة كل المسالك المؤدية إلى ساحة الوغى، ويمكنهم من الانحياز إلى الحصون والقلاع إذا دارت عليهم دائرة المعركة، وكانت كل المؤشرات المادية المحسوسة تدل على أن النصر سيكون حليف ألفونسو ورجاله، ولكن الواقع في معركة الأرك خالف التوقع، والحقيقة التي أفرزتها رحى الحرب غير الحقيقة التي آمن بها الصليبيون حين ركنوا إلى كثرة عددهم ووفرة عتادهم وحين اطمأنوا إلى ميل الكفة لصالحهم إلى درجة استقدام التجار اليهود لمساومتهم على أسعار الأسرى الموحدين. التحام الموحدين بجيوش ألفونسو لاشك أن الملك المنصور العظيم قد استصحب وقائع معركة الزلاقة في تخطيطه لمعركة الأرك وأن تفاصيل الزلاقة كانت ماثلة أمام ناظريه أثناء خوضه لحربه الفاصلة مع عدوه ألفونسو، وقد استقدم المنصور القائد الأندلسي أبا عبد الله بن صناديد واستشاره في كيفية إدارة المعركة، فالرجل خبير في قتال الفرنجة عارف بأساليبهم، وفوق هذا وذاك محارب شجاع مشهود له بالحنكة العسكرية، وكان أن تمخض التشاور مع عبد الله عن وضع خطة لا تختلف كثيرا عن خطة ابن تاشفين في الزلاقة، فقد تقرر تقديم الشيخ أبي يحيى بن أبي حفص الهنتاتي وزير المنصور على رأس الجيش ليلقى ألفونسو فيتوهم العدو أنه المنصور نفسه، ثم قسم الجيش إلى كتائب، يقود الكتيبة الأندلسية ابن صناديد والمرينية محيوا بن أبي بكر بن حمامة، والمغراوية منديل بن عبد الرحمن والعربية جرمون بن رياح، وأمر عنان بن عطية على بني توجين وجابر بن يوسف على بني عبد الوادي وتلجين بن علي على قبائل هسكورة والمصامدة، ومحمد بن منفغاذ على قبائل غمارة والفقيه بن يخلف بن خزر الأوربي على المتطوعة، وتأخر المنصور عن جيش الهنتاتي في جيش من أبطال الموحدين والعبيد وسار خلفه، وفي ضحى يوم الأربعاء، الثامن من شعبان 591 هجرية كان لواء الهنتاتي يعسكر وجها لوجه أمام جيوش ألفونسو، وقد حافظ الموحدون على سرية مخططهم فلم تتمكن عيون ألفونسو من التوصل إلى أن الجيش الموحدي ينقسم في الحقيقة إلى قسمين، وقبل المعركة انطلق المنصور بنفسه يطوف بفرق المقاتلين يطلب منهم العفو والمغفرة ويسألهم الصفح إن كان قد أساء إليهم في سالف أيامه، وتلك كانت علامة على أنه مقبل على الموت لا يدري أيعود من المعركة حيا أم يكون مصيره كمصير والده. وقد نقل الرواة أن الناس تأثروا بموقفه حتى سالت دموعهم وأن حماستهم بفعله ذاك بلغت أوجها، ولم يكن معسكر ألفونسو أقل حماسا للمعركة من معسكر المنصور فقد أحاط ألفونسو نفسه بكوكبة من الفرسان عدد أفرادها عشرة آلاف مقاتل من خيرة فرسان قشتالة، أقسموا جميعا على الصليب أن يثبتوا في قتال المسلمين حتى يهزموهم أو يهلكوا دونهم، وعول ألفونسو كثيرا على استبسال هذه الفرقة في انتزاع النصر من الملك المنصور، فدفع بها منذ البداية نحو مقدمة الجيش الموحدي ليبث الرعب في صفوفه، لكن القائد العام للجيوش الإسلامية رد هذه الكتيبة على أعقابها وأثخن في جنودها، ثم عاودت الهجوم للمرة الثانية والثالثة مستغلة إشرافها على موقع المعركة إلى أن تمكنت من اختراق جيش الموحدين وخلصت إلى قلبه، وأحاطت بالشيخ أبي يحيى وهي تظنه المنصور، فاستمات في قتالهم إلى أن تمكنوا من قتله في النهاية وقد لقي آلاف الجنود المسلمين حتفهم برفقته، دون أن يتزحزحوا عن مواضعهم وانتهز القائد عبد الله بن صناديد فرصة انشغال القشتاليين بالشيخ أبي يحيى فمال عليهم بجنوده واختلط الحابل بالنابل وتكسرت النصال على النصال فلم يعد يرى في أرض الأرك غير الغبار الذي تثيره حوافر الخيل، ولم يعد يسمع في محيطها غير أنين الجرحى وصراخ الجنود وأصوات دقات الطبول تصل إلى عنان السماء، وحمي وطيس المعركة، إذاك انطلق المنصور رفقة جنوده البواسل تسبقهم صيحات الحرب ويشق تكبيرهم وتهليلهم فضاء الأرك، فامتلأت قلوب القشتاليين رعبا حين أدركوا أنهم لم يقاتلوا غير طلائع الجيش، وأن صفوة المقاتلين قد أقبلت مع المنصور لإبادتهم، ففروا لا يلوون على شيء ولم يمهلهم المنصور فوضع السيف في رقابهم وحصد منهم الآلاف حتى قيل إنه لم ينج مع ألفونسو غير ثلاثين مقاتلا وأن أسرى النصارى فاقوا العشرين ألفا وقد مَن المنصور عليهم بإطلاق سراحهم جميعا لاحقا. نتائج المعركة بعد الهزيمة الساحقة للقشتاليين أرسل المنصور رسله إلى الأقطار يخبر الناس بانتصاره في المعركة ليدخل الفرح على قلوبهم ولم يغادر الأرك حتى ملأ يده من غنائمها ليستعين بها في إدارة شؤون دولته العظيمة وكان أول عمل التفت إليه قبل مغادرة الأندلس هو بناء مسجد عظيم بإشبيلية، اشتهر بارتفاع منارته، ويعرف اليوم ببرج الجيرالدا، وكان لهذه المعركة العظيمة أثر حاسم في انتكاس الصليبية بالأندلس، وقد تسابقت الممالك النصرانية بعدها على عقد التحالفات مع المنصور وسعت ليون ونفارا لخطب وده، وانعكست الهزيمة على وضع الممالك النصرانية فبعد تقهقر قشتالة انقضت عليها ليون ونفارا ودخلوا جميعا في تطاحن صرف شرهم عن الأندلس وأهلها، مما شجع المنصور على توسيع رقعة الدولة الموحدية بالأندلس واسترجاع بعض المدن والحصون التي سقطت في يد النصارى في الفترات السابقة، وقد حاصر المنصور طليطلة حتى خرجت إليه والدة ألفونسو وبناته ونساؤه يبكين فرق لحالهن وصرف جنوده عنها. ولعل أهم نتائج الأرك على الإطلاق أنها أعادت للمغرب هيبته وأتاحت للموحدين الانطلاق قدما في بناء حضارة لما تندرس معالمها العمرانية والثقافية والأخلاقية والعلمية بعد.
هكذا صنع المنصور الموحدي أمجاد الأرك كان نصر الأرك نصرا مهما بكل المقاييس، فقد وضع حدا للأطماع الصليبية وأتاح المجال أمام الموحدين للتفرغ لمعركة البناء التي لا تقل أهمية عن المعارك العسكرية، ومعلوم أن الدولة الموحدية العظيمة قد بلغت ذروة مجدها على عهد الملك المنصور وأن رقيها ارتبط إلى حد كبير بتواصل جهوده في خدمة أمته في كل الميادين، وإذا كان نصر الأرك قد أعاد للمغاربة ثقتهم في قادتهم فإنه لم يكن وليد الصدفة بل كان ثمرة نضال طويل أبلى فيه المنصور أحسن البلاء. إن المنصور واحد من أعمدة النصر في الأرك، لا غبار على ذلك كما كان ابن تاشفين واحدا من أعمدة النصر في الزلاقة وطارق واحدا من أعمدة النصر في وادي لكة، ولنحلل العوامل التي صنعت مجد الأرك ونفكك مكونات الصورة المدهشة التي ظهر بها الجيش المغربي في المعركة، لا بد أن نسلط الضوء على قائد المعركة الذي قاد أمته إلى نصر الأرك كما قادها إلى انتصارات أخرى في مختلف الميادين. يقول عبد الله كنون : «كان عهده العهد الذهبي للمغرب سواء من ناحية استبحار العمران وازدهار الحضارة أو من ناحية استقرار النظام وانتشار العدالة، فكانت المرأة تخرج من بلاد نول إلى برقة لا ترى من يعرض لها ولا من يمسها بسوء، وكان الدينار يقع من الرجل في الشارع العمومي فيبقى ملقى لا يرفعه أحد عدة أيام إلى أن يأخذه صاحبه، ويمكث القاضي الشهر وأكثر لا يجد من يحكم عليه لتناصف الناس وارتفاع مستواهم الخلقي، وكان المنصور ينظر بنفسه في المظالم حتى إنه لينظر في قضية الدرهم والدرهمين وينصف من نفسه ويمتثل لحكم القضاة». كان المنصور حاكما عادلا يميل مع الحق والعدل حيث مالا، لا مع أهوائه ومصالحه، ورغم أنه كان يحكم امبراطورية مترامية الأطراف فقد كان يمتثل لحكم قضاته، ومن آيات عدله أنه كان يقصي كل من ثبت جوره وتعسفه على الرعية من عماله وولاته، وأنه كان ينظر في مظالم الناس بنفسه ويسهر على استيفائهم لحقوقهم، ويهتم بأدق التفاصيل في حياة رعيته حتى تلك التي تهم الدرهم والدرهمين. ومن آيات رحمته للناس أنه وضع المغارم عن الرعية وأسقط المكوس وأغدق على الأيتام والمستضعفين وقربهم وأجزل لهم العطاء فأحبته الرعية وأخلصت في خدمته، وشيد المدارس والمساجد واهتم بالمستشفيات وأنفق على المرضى حتى كان نزلاء المارستانات في زمنه لا يلبسون إلا حريرا ، وأعلى من قيمة العلم والعلماء فكان بلاطه يعج بخيرة علماء وأدباء عصره ومنهم ابن زهر وابن الطفيل وابن رشد وأبو العباس الجراوي وغيرهم. ولم يكن نصر الأرك حقيقة غير محصلة جهود متواصلة في بناء ذلك المغربي الذي أبهر الدنيا بقدرته على التضحية وانضباطه لأوامر قادته وإقباله على الموت في سبيل أمته ومعتقده. وعلى فراش مرضه الأخير كانت هموم الأمة حاضرة في قلب المنصور وفِكره تُدافع سكرات الموت، وتتدفق من بين شفتيه وصية لحاشيته ورجال دولته تصف حرقته وألمه فيجيش بما في صدره مخاطبا أتباعه «عليكم باليتيمة والأيتام» فسألوه عن قصده فقال «الأندلس ومسلمو الأندلس»، تلك كانت وصيته الأخيرة ومن عجب أن قبر هذا الملك العظيم لا يعرف له موضع على جهة التحديد فقد قيل أنه دفن في بلاد الشام وقيل بتينمل وهو الأرجح.