قرر مواطن فرنسي، أخيرا، كتابة قصة اعتناقه الإسلام، لمواجهة تنامي ظاهرة كراهية الإسلام «الإسلاموفوبيا» في بلاده. وروى مارك ستيفنان حكاية اعتناقه الإسلام في سن الخامسة والعشرين في كتيب أصدره أخيرا، ونشرت وسائل إعلام فرنسية عدة مقاطع منه مطلع الأسبوع الجاري. واستهل ستفنان مقالة تعريفية بكتيبه قائلا: «منذ لحظة اعتناقي الإسلام، لم يفتر المقربون مني يطرحون علي أسئلة لا حصر لها: لماذا اخترت هذا الدين؟ كيف خطرت فكرة اعتناقه على ذهنك؟ ما العامل الحاسم الذي جعلك تشهر إسلامك؟ ومن كثرة الأسئلة التي تطرح علي يوميا، صار يخيل إلي، في بعض الأحيان، أني ارتكبت جريمة أو أني بكل بساطة مريض». ومع ذلك، يدفع ستيفنان عن بلده فرنسا، وعموم الفرنسيين تهمة كراهية الإسلام، حيث قال إن «القول بأن فرنسا «إسلاموفوبية» سيكون حكما تبسيطيا، لأن المساجد موجودة في كل المدن الفرنسية، وفرنسا دولة لائكية تقبل جميع الأديان، بما فيها الإسلام». غير أنه يهاجم مكونات أخرى عدا المجتمع الفرنسي ويتهمها بالتسبب في المشاكل التي يعاني منها المسلمون في هذا البلد الأوربي. ووجه الكاتب أصابع الاتهام بالأساس للإعلام الفرنسي، معتبرا أن الصحافة الفرنسية تسهم عبر مقالاتها عن الإرهاب وتذكيرها الدائم بتورط مسلمين في أعمال إرهابية وتخريبية في فرنسا وخارجها في إذكاء كراهية الإسلام في البلاد. وكتب: «بعض وسائل الإعلام، لا تتورع عن نشر الإشاعات عن الإسلام وتسيء إليه عن جهل بتعاليمه السمحة». وأضاف ردا على هذا النوع من وسائل الإعلام: «لا أنفي وجود متطرفين في الجاليات المسلمة المقيمة بفرنسا، لكن هذه الفئة موجودة أيضا في صفوف معتنقي باقي الأديان»، متسائلا عن الأسباب الحقيقية الثاوية وراء التركيز على الإسلام دون غيره من الأديان، مؤكدا رفض الدين الإسلامي، ومسلمي فرنسا بشكل خاص، للتطرف والإرهاب بكل أشكالهما. وأجمل مارك ستفنان، الذي يبلغ من العمر 28 سنة حاليا، أسباب اعتناقه الإسلام في معاناته من مشاكل في مستهل عقده الثاني أثبتت له حاجته إلى التقرب إلى الله، خصوصا أنه لم يكن وقتها يدين بأي دين رغم أنه كان يحسب، بحكم العرف، مسيحيا. وأوضح أن زملاء له في الثانوية، من أصل مغاربي، ضمنهم فتاة مغربية، كان لهم الفضل في اعتناقه الإسلام بفضل تربيتهم وما لمسه فيهم وأسرهم من «تشبث بتعاليم الإسلام وحرص على أداء عباداتهم وتربية على حسن معاملة الآخر، وهو ما منحهم راحة نفسية وروحية كنت في أمس الحاجة إليها لتجاوز مشاكلي اليومية». وتزامن صدور هذا الكتيب مع الكشف عن خلاصات استطلاع للرأي بين أن نحو ثلاثة أرباع الفرنسيين، وتحديدا 73 في المائة منهم، يكونون صورة سيئة عن الإسلام، في حين يحملون صورة إيجابية عن الديانات الأخرى. وأظهر الاستطلاع أن العديد من الكلمات التي ترتبط بالإسلام في المخيال الفرنسي ليست لها حمولات إيجابية، وذكر منها «عدم التسامح» و«الأصولية»، و«تعصب»، و«إرهاب»، إضافة إلى كلمات أخرى مثل «القرآن» و«النساء»، و«المسجد»، و«رمضان». وكانت صحيفة «لوموند» الفرنسية ذائعة الصيت، نشرت في يناير الماضي نتائج بحث مماثل توصل إلى أن ثلاثة أرباع الفرنسيين يعتبرون أن الإسلام لا ينسجم مع قوانين النظام الجمهوري الفرنسي.