رفع الصناع التقليديون نداء إلى والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة انجاد، يستعرضون فيه وضعيتهم المزرية ومعاناتهم نتيجة سياسة تسببت في إفلاس قرية الصناع التقليديين، ملتمسين تدخله العاجل لإنقاذها وانتشالهم من الأوضاع المزرية الغارقين فيها بعد تراكم ديون الحرفيين تجاه إدارة القرية، والركود التجاري الذي تعرفه القرية وأجبر العديد من الحرفيين على عدم تسوية وضعيتهم المالية ومن ثم عدم أداء المستحقات الشهرية بانتظام. وعبّر بعض الصناع التقليديين عن استيائهم لعجز المسؤولين عن الإقلاع بالقرية الصناعية وتنشيطها واستقطاب الزبائن من الزائرين المقيمين أو عمالنا بالمهجر أو من السياح من مختلف جهات المملكة منذ أكثر من سبع سنوات على تشييدها، بل أصبح بعض الصناع الفقراء عاجزين عن مواجهة الحياة اليومية بل حتى عن أداء واجب الكراء بسبب انعدام الرواج وانسداد الموارد. أغلب المحلات بالقرية وعددها 80 لا تفتح منها أبوابها إلا حوالي خمسة عشر دكانا لصناعة وعرض بعض المنتوجات التقليدية، فيما تبقى الأخرى مقفلة لكون أصحابها غير معنيين بتنشيط القرية وليس لديهم على ما يبدو منتوجات فنية تقليدية التي خلقت من أجلها القرية. وعبر أحد الصناع التقليديين الحقيقيين عن أسفه على كون أغلب المحلات بالقرية توجد بيد تجار «القطع المصنوعة التجارية» وليس بيد فنانين تقليديين مبتكرين لتحف فنية... أجمل الصناع التقليديون مطالبهم في تكليف جمعية الإبداع بقرية الصناع التقليديين بالتسيير المالي للقرية بدلا من الإدارة على غرار ما هو معمول به بباقي القرى المهنية، ووضع برنامج عمل لتنشيط القرية، والبحث عن مصادر تمويل جديدة لخلق الرواج التجاري بالقرية، والإسراع بحل مشكل ربط القرية بشبكة الماء الصالح للشرب، ودمقرطة المشاركات بالمعارض، وإمكانية استفادة الحرفيين من بقع أرضية أو سكن اقتصادي بأسعار تفضيلية، والتنازل والتراجع عن رفع الدعاوى القضائية ضد الحرفيين، وتعيين طاقم إداري يليق بمقام القرية، وتنظيم دورات تكوينية لفائدة الحرفيين، والتعجيل بإعادة بناء واجهة القرية. ويؤكد الصناع التقليديون الحقيقيون بالقرية على تغليب إرادة التعاون والتشارك والتشاور لصالح الصناعة التقليدية بالمدينة وبالجهة الشرقية ووضع المسؤولية في يد مجلس تسيير يضم جميع المكونات المعنية بالإضافة إلى ضرورة إشراك المعنيين بالأمر بالدرجة الأولى والمنخرطين في جمعية الإبداع للصناع التقليديين الحقيقيين والممارسين المبدعين وأخذ طلباتها بعين الاعتبار.