ترعرع المتهم في عائلة فقيرة بإحدى حواضر إقليمسطات، انتقلت عائلته المتكونة من أحد عشر فردا للاستقرار بمدينة برشيد، ولم يسعف الحظ المتهم ليكون بين أقرانه بفصول الدراسة، وبعد أن اشتد عوده تقلب بين مهن كثيرة كالنجارة والميكانيك، ليستقر به الحال كمساعد بائع للخمور بدون رخصة وزاول هذا النشاط إلى أن أصبح يتاجر لوحده في الخمور، مع متاجرة قليلة في المخدرات. سجلت في حق المتهم مذكرات بحث عديدة إثر ارتكابه مجموعة من الجنايات، التي توزعت بين السرقة والاتجار في المخدرات والخمور بدون ترخيص والضرب والجرح، وأثناء عملية توقيفه أصيب ضباط ومفتشو شرطة بجروح نتيجة مواجهتهم بسيف وسكين كبيرين كان يحملهما المتهم، وأشرفت سيارة خاصة على نقل المصابين للمستشفى المحلي ببرشيد. باشرت عناصر الشرطة تحرياتها لتوقيف المشتبه فيه المبحوث عنه من أجل قضايا تتعلق بتكوين عصابة إجرامية وسرقة سيارة بالسلاح والاتجار في المخدرات والخمور بدون رخصة، وكذا الضرب والجرح. وبعد توصل المحققين بمعلومة تفيد بوجود المعني بالأمر بالقرب من مسكنه مدججا بأسلحة بيضاء انتقلت عناصر الضابطة القضائية إلى عين المكان، وبدرج منزل المشتبه فيه تم إلقاء القبض على أحد الأشخاص الذي حضر لشراء المخدرات، والذي أكد أن المتهم بصدد ترويج المخدرات رفقة أحد مساعديه بسطح المنزل، وبعد الاقتحام تم توقيف هذا الأخير وبحوزته كمية من مخدر الكيف، في حين فر المتهم عبر السطوح المجاورة، وبعد لحظات ظهر على سطح منزل مجاور وهو يلوح بسيف كبير الحجم ومدية في اتجاه عناصر الشرطة، لحظتها لم تقف عناصر الشرطة مكتوفة الأيدي، إذ سرعان ما قامت بمحاصرته داخل شقة خلف مسكنه وأثناء عملية توقيفه أصيب مفتش شرطة ممتاز بجرح عميق بعد أن طعنه المتهم بسيف في رأسه، كما أصيب ضابط شرطة في أصابع يده، إضافة إلى إصابة مفتشي شرطة في اليدين فيما تفادى أحدهما طعنة كانت موجهة إلى بطنه. استماع بعد توقيف المتهم واقتياده إلى مخفر الشرطة، باشرت عناصر الضابطة القضائية بحثها في الموضوع الذي استهلته بالاستماع إلى أفراد الشرطة، الذين أكدوا واقعة تعرضهم لاعتداء، وتم الاستماع إلى رفيق المتهم الذي أوضح أنه يشارك هذا الأخير في ترويج المخدرات والخمور مقابل أجر يومي يتراوح بين 100و150 درهما، واستمعت الضابطة القضائية للشخص الذي تم توقيفه في درج مسكن المتهم وكانت بحوزته مخدرات أكد أنه كان بصدد شرائها من مساعد المتهم. مشهد على الطريقة الهوليودية نشأ المتهم أميا يجهل القراءة، وبعدما اشتد عوده اختار طريقا تسببت في تقديمه للمحكمة لمرات عديدة من أجل قضايا مختلفة تتعلق أساسا بالاتجار في الخمور، السرقة، الضرب والجرح بالسلاح الأبيض، والضرب والجرح في حق موظفين عموميين أثناء مزاولة مهامهم وأدين من أجل ذلك بعقوبات مختلفة المدد. صباح يوم الحادث، ولما كان المتهم بصدد ترويج مخدر الكيف والتبغ رفقة مساعده بمسكنه، وأثناء خروجه إلى الزقاق المجاور له دخل في مشادات كلامية مع إحدى العائلات، وعلى إثر ذلك علم بقدوم عناصر الشرطة في اتجاه مسكنه فعاد بسرعة إليه، ولما شعر بعناصر الضابطة القضائية تقوم بمحاصرته اختفى بسطح مجاور إلى أن غادرت عناصر الشرطة المكان ليعود عبر السطح إلى مسكنه، ولما علم بإلقاء القبض على مساعده وحجز كمية من الكيف والتبغ الذي يتاجر فيه ثارت ثائرته وتسلح بسيف وسكين كبيرين وأحكم ربط السيف بمعصم يده اليمنى بواسطة حزام من الثوب، وانطلاقا من السطح المجاور أخذ يرشق عناصر الشرطة بالمزهريات ويلوح بالسيف والسكين ويدعوهم لمواجهته، ولما تمت محاصرته تسلل إلى إحدى الشقق بالطابق الثاني خلف مسكنه، وكان قد وجد بابها مفتوحا وبقي مختفيا بها، ولما فتح رجال الشرطة بابها وحاولوا إيقافه واجههم بالسيف والسكين، وقد وجه ضربة بالسيف إلى مفتش شرطة فأصابه في الرأس، وذلك بغية تخويف باقي زملائه وإجبارهم على التراجع ليتمكن من الفرار، لكنهم صمدوا في وجهه، فعمد إلى توجيه ضربة أخرى بالسيف لمفتش شرطة آخر فأصابه على رأسه في محاولة أخرى للفرار، لكن ضابط شرطة حاصره مما جعله يوجه له طعنة بالسيف أسفل بطنه، غير أن رجل الأمن تصدى لها وأمسك بقبضة السيف فأصيب بجروح في يده، وبقي يلوح بالسيف والسكين في اتجاههم فأصيب خلال ذلك باقي رجال الشرطة. 12 سنة وراء القضبان تابعت المحكمة المتهم بمحاولة القتل العمد والعنف ضد موظفين عموميين أثناء قيامهم بعملهم والحيازة والاتجار في المخدرات والاتجار في الخمور بدون رخصة، وبعد مناقشة القضية ظروفها وملابساتها قضت هيئة المحكمة بجنايات سطات بالحكم على المتهم بالسجن 12 سنة من أجل المنسوب اليه.