أوقفت عناصر الشرطة القضائية بسطات المتهم (م) رفقة حدث متلبسين بسرقة دراجة نارية، وكان المتهم، في تلك الأثناء، في حالة سكر ومسلحا بسكين، وقد تم توقيف الظنين بعد أن اعتدى على مالك دراجة نارية بالضرب نقل على إثرها إلى المركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات. وعند الاستماع إلى الضحية أفاد بأنه استوقف دراجته أمام مقهى بوسط المدينة حين فوجئ بالمتهم يشغل محركها ثم ركبها وتبعه الحدث (ا) ليركب خلفه، وعندما رأى المشهد التحق بالمعتدين ودخل في نزاع مع المتهم الذي اعتدى عليه بسكين ولما حاول انتزاع السكين من يده سقط معه على الأرض فأصيب بجروح في يده فالتف حولهما حشد من الناس وألقي القبض على المعتدي. تحريات عناصر الضابطة القضائية قادتها إلى منزل المتهم والحدث الذي كان يرافقه وقت وقوع الحادث لإجراء تفتيش حول المخدرات لكن نتيجة البحث كانت سلبية، وخلال تلك الفترة تقدم إلى المصلحة الولائية ثلاثة أشخاص صرحوا بأنهم كانوا ضحية اعتداء عليهم بالضرب من طرف المتهم والحدث، مدلين للضابطة القضائية بشواهد طبية.
اعترافات المتهم
خلال مجريات البحث التمهيدي أفاد المتهم بأنه يتاجر في المخدرات مع شقيقه قرب سكة القطار، مضيفا أنه استطاع أن يشكل شبكة متكونة من ثلاثة أفراد مختصة في هذا النشاط بعدما ألقي القبض على أخيه، وبات يروج ما وزنه 500 غرام من مخدر الشيرا بشكل يومي، وبعد ذلك كوّن عصابة إجرامية مختصة في سرقة الدراجات النارية، موضحا بأن أفراد الشبكة نفذوا مجموعة من السرقات استهدفت عدة دراجات نارية وكانت عمليات السرقة تقترن في غالب الأحيان بالسلاح، وكانت الدراجات المسروقة تستعمل في ترويج المخدرات ويتم تفويتها بعد ذلك من طرف عنصر من أفراد العصابة، مبرزا أنه ركب دراجة المشتكي وتم إيقافه من طرف الضحية وبعض الراجلين في مدينة سطات، وأنه كان وقتئذ مسلحا بسكين أصاب به الضحية في يده، مؤكدا ما جاء في الشكاية التي تقدم بها باقي المشتكين لمصلحة الشرطة القضائية بسطات، مصرحا بأنه اعتدى على اثنين منهما بالضرب فأصاب أحدهم بحجر في رأسه وأصاب آخر بسكين في يده.
التحقيق
استنطق المتهم، ابتدائيا، فأجاب بأنه يتاجر في المخدرات، موضحا بأنه كان في حالة سكر عندما ألقي عليه القبض، بينما نفى أن يكون اعتدى على الضحية بالضرب بالسكين والسرقة، مثلما نفى جميع الأفعال موضوع شكاية باقي المشتكين، مؤكدا أنه لم يكن مسلحا وقت القبض عليه. وعند استنطاقه تفصيليا، أوضح المتهم أنه كان في حالة سكر في مدينة سطات مع الحدث (ا) فألقي عليهما القبض، مشيرا إلى أنه لم يسرق أي دراجة نارية ولم يكن مسلحا وقتئذ، وأضاف بأنه يتاجر في المخدرات، وأن ما جاء في إحدى الشكايات المقدمة ضده هي مجرد افتراء، إذ أنه لم يعتد على الضحية الأول بالضرب والاحتجاز ونفس الشيء بالنسبة للمشتكي الثاني، وأضاف بأنه لا يتذكر كيف أصاب الضحية الثالث .
اختطاف واحتجاز واعتداء
أفاد حارس محطة الوصل الهاتفي بمنطقة سيدي العايدي خلال الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية بأنه فوجئ بالمتهم (م) وثلاثة آخرين يقتحمون عليه المركز المذكور ليلا بعد أن حطّموا بابه، واعتدوا عليه بالضرب بالسلاح الأبيض ثم عادوا بعد حوالي ثلاثة أيام واختطفوه تحت التهديد بالسلاح الأبيض واحتجزوه في منزلهم حوالي ثلاث ساعات. وعند توقيف أحد المستهلكين للمخدرات تبين بأن كمية المخدرات التي ضبطتها عناصر الشرطة بحوزته في مدينة سطات اقتناها من (م) المشهور بالاتجار في المخدرات بسيدي العايدي بواسطة دراجة نارية، وتقدم مشتكون آخرون إلى المصلحة لإفادتها بأنهم وقعوا ضحية سرقة دراجاتهم النارية، كما هو الشأن بالنسبة لأحد الضحايا الذي تمت سرقة دراجته النارية من نوع بوجو 103 من داخل مسكنه نهارا، وتم، أيضا، استهداف دراجة نارية تخص أحد الضحايا من أمام منزله دون أن يتعرف على المعتدي، وأضاف آخر بأنه ركن دراجته النارية أمام المقاطعة الحضرية الأولى بسطات نهارا، ولما تفقدها اكتشف بأنها سرقت من طرف مجهول، وأفاد ضحية آخر أنه كان يرعى أبقارا قرب منزله فالتحق به أربعة أشخاص، منهم (م) الذي كان مسلحا بسكين و(ا) وشخصان آخران مجهولان، فاعتدى عليه (ا) بحجر أصابه في رأسه فسقط مغمى عليه بعين المكان، وأفاد أحد الشهود أنه كان متوجها إلى مسكنه فاعترض المتهم سبيله واعتدى عليه بالضرب بواسطة سيف، فأصيبت يده اليسرى بجروح نتج عنها شلل، بعد ذلك استولى على مبلغ مالي وهاتف محمول يخص الضحية، واعترف المتهم تمهيديا بالاتجار في المخدرات والاعتداء على المشتكين بالضرب بالسلاح الأبيض كما اعترف بعدة سرقات مع آخرين بالسلاح، مضيفا أنه احتجز أحد المشتكين في اسطبل.