سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المركز المغربي للثقافة والفنون يدعو إلى اتخاذ إجراءات لحماية مقومات الحضارة المغربية طالب الخلفي والعرايشي بالعمل على التدخل العاجل لوقف مسلسلات الرداءة
عبر المركز المغربي للثقافة والفنون العريقة، في بلاغ له عن انشغاله الشديد، بالمستجدات التي يشهدها الإعلام السمعي البصري الوطني العمومي، والمرتبطة بالمرحلة الجديدة التي يعرفها هذا القطاع، بعد مصادقة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري على دفاتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة صورياد دوزيم. وفي هذا الإطار، أعرب المركز عن تنديده بتمادي قنوات الإعلام العمومي الأكثر لفتاً للانتباه في المساس بالمقومات الحضارية للأمة المغربية والترويج لقيم مستهجنة لا تعكس مفاهيم التسامح والانفتاح المرجوة، بقدر ما تقوم في أحايين كثيرة بإفراغ المفاهيم المذكورة من محتواها الحضاري الخلاق. كما سجل المركز استياءه العميق من استمرار بث أعمال درامية أجنبية تخدش الحياء العام في كثير من مشاهدها، وتضرب تماسك المجتمع المغربي الذي يقوم، على قدر كبير من العمق والفرادة، إنْ على مستوى ثقافته أو على مستوى تقاليده ونمط حياته اليومية؛ وذلك في تنافٍ سافر مع مقتضيات الخدمة العمومية ومفهومها الدقيق المنصوص عليه في دفاتر تحملات الشركتين المعنيتين. وأعرب المركز، أيضا، عن أسفه الكبير من استمرار بعض القنوات الوطنية في الترويج لمفهوم أحادي للحداثة والانفتاح، قوامه إشاعة مظاهر الانحلال الخلقي وعدم الانضباط القيمي، والسعي إلى التطبيع معها عبر تقديمها كمنتوج درامي إبداعي. ومما جاء في البيان «لكل هذه الأسباب، يتوجه المركز المغربي للثقافة والفنون العريقة إلى كل من السيد وزير الاتصال باعتباره ممثلا للجهة المشرفة على القطاع السمعي البصري العمومي والسيد الرئيس المدير العام للقطب العمومي باعتباره المسؤول المباشر عن القطاع بنداء من أجل وضع حد لهذه «المجزرة» القيمية وتحمل مسؤوليتهما التاريخية في هذا الشأن، وذلك عبر أربعة إجراءات: 1 الحرص على اقتناء أعمال درامية حقيقية تجسد المعاني الإنسانية والحضارية الراقية، واستبعاد الأعمال التي لا تحمل من الانفتاح والحداثة سوى تهييج الغرائز وتمييع العلاقات الإنسانية. وفي هذا الإطار، يدعو المركز المسؤولين عن القطاع إلى تنويع مصادر اقتناء الدراما الأجنبية والتدقيق في طبيعة مضامينها بما يخدم المشروع الحضاري الوطني. 2 الكف عن دبلجة الأعمال الأجنبية المعروضة بلغة ركيكة مبتذلة، تضرب في العمق بلاغة العامية المغربية وأيضا غنى اللغة العربية وقدرتها التواصلية. ويدعو المركز، في هذا الصدد، إلى اعتماد العربية السليمة لغة أساسية في جل الأعمال الدرامية المدبلجة. 3 الدعوة إلى اعتماد مُراجعين لغويين في القنوات العمومية لتصحيح الأخطاء اللغوية التي تقع في كثير من المواد التلفزيونية، حماية لهذه اللغة الوطنية من الإسفاف. 4 الدعوة إلى مزيد من الحرص على حماية الجمهور الناشئ مما قد يمس بوضعه الاعتباري وسلامة تكوينه الأخلاقي والنفسي في بعض المواد المقدمة، وذلك عبر حذف المواد الخادشة للحياء من الشبكة البرامجية للتلفزيون العمومي، والعمل على إنتاج أعمال تلفزيونية تعنى بتهذيب وتربية ذوق هذه الفئة من المشاهدين». وجدد المركز دعوته إلى إنشاء مرصد وطني لحماية المقومات الحضارية الوطنية في الإعلام السمعي البصري الوطني وحماية الجمهور الناشئ.