تتعرض الجهة الشرقية، خاصة حقول ومزارع جماعات مشرع حمادي وعين الحجر وتنشرفي ومستكمر بدائرة العيونالشرقية ومنطقة أنجاد بعمالة وجدة، لهجوم كاسح من طرف الطائر الإسباني أو الأسود «الزاوش لكحل»، حيث تمكن من التجمع والاستقرار وإقامة أعشاشه والتفريخ بغابات المناطق التي دخل فيها الزرع في طور التسنبل. وأثار هذا الوضع مخاوف المزارعين، بعد تذكرهم لمعاناتهم مع الهجوم الذي تعرضت له أراضيهم، المواسم الماضية، من طرف فأر الحقول وهذا الطائر الجائع النهم، ليعود مرة أخرى إلى المنطقة، بعد أن نضجت المحاصيل. حيث تستطيع إناث هذا الطائر، من أبريل إلى يونيو، أن تفرخ بيوضها المحتضنة مرتين اثنتين، في كلّ منهما ثلاثة إلى أربعة فراخ مما يزيد من كثافة التعمير، ومن ثم ارتفاع الخسائر إذا لم تتخذ الإجراءات اللاّزمة. ويعتبر مهندسون فلاحيون بقسم المراقبات ووقاية النباتات التابع للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية للجهة الشرقية أن أحسن طريقة لمحاربة «الزاوش لكحل»، هي تخريب أعشاشه بدل استعمال المبيدات السامة، حفاظا على البيئة، خاصة أن الغابة تعتبر منظومة بيئية هشّة تستدعي العناية والاهتمام. ويستعمل الفلاحون الوسائل التقليدية لمكافحة هذه الأسراب من الطيور البرية الجائلة، كالصراخ أو ما يعرف في المنطقة ب«التحياح» وكذلك قرع الطبول، ونصب فزاعات في المزارع لكن نتائجها تبقى جدّ محدودة. وفي الوقت الذي تعتبر هذه الغابات بُؤرا لهذا الطائر ونقطا لانطلاقه نحو المزارع والحقول، فهي تعتبر كذلك فضاء لمربي النحل المرخصين من طرف مصالح المياه والغابات من جمعيات وخواص، يشغلون عددا من اليد العاملة، حيث تضمّ هذه الغابات أكثر من 3 آلاف خلية نحل تنتج كلّ واحدة منها حوالي 20 كيلوغراما من العسل الممتاز وتساهم في التوازن البيئي وتلقيح النباتات، خاصة في هذه الفترة التي تزهر فيها أشجار الكاليتوس التي توفر تغذية غنية للنحل. ويضطر العشرات من مربي النحل (النحالة)، هم كذلك، في هذه الحالة إلى تنظيم عمليات محاربة هذا الطائر بتحطيم الأعشاش بالغابات المذكورة وتدميرها بمساعدة مصلحة وقاية الناباتات خلال هذه الفترة ما بعد التفريخ حتى لا تتمكن الإناث من معاودة عملية بناء الأعشاش وتفريخ البيوض، إذ تكون منهكة القوى بعد بناء الأعشاش وتفريخ البيوض... وعند عودة الطيور إلى أعشاشها ولا تجدها تفقد بوصلتها وتشرع في الصياح قبل أن تقرر غرائزيا، بعد إحساسها بفقدانها للأمن بالمنطقة، التجمع في اليوم الموالي والهجرة في اتجاه غرب المنطقة بحثا عن مكان أكثر أمنا واستقرارا.