شن برلمانيو حزب الحركة الشعبية، خلال الخلوة التي جمعتهم بالمكتب السياسي للحزب أول أمس السبت، هجوما حادا على حزب العدالة والتنمية ونائبه البرلماني المثير للجدل عبد العزيز أفتاتي، داعين أمينهم العام، امحند العنصر، إلى «الانتقال» إلى الأقاليم، إسوة بعبد الإله بنكيران، الذي لم تمنعه انشغالاته الحكومية من التواصل مع فروع الحزب في الأقاليم. وصب محمد مبدع، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، جام غضبه على حزب رئيس الحكومة، بنكيران، مؤكدا أنه لا يمكن السكوت عن تمادي الحكومة، خاصة الحزب الأغلبي في «الكذب على الشعب». ولم يخف برلمانيو الحركة غضبهم الشديد من القيادي الإسلامي أفتاتي، على خلفية مهاجمته للعنصر، متهمين إياه بممارسة الشعبوية وإخفاء الحقيقة. واعتبر البرلمانيون أنه في الوقت الذي كان يتعين على أفتاتي مصارحة الشعب وقول الحقيقة بشأن الوضعية الاقتصادية الحرجة للبلاد، هاجم العنصر بسبب مصارحته للشعب وامتلاكه الشجاعة لقول الحقيقة التي يحاول برلماني العدالة والتنمية إخفاءها. كما عاد الأمين العام للحركة الشعبية إلى مهاجمة حزب العدالة والتنمية، دون ذكره بالاسم، حينما أكد خلال تدخله على ضرورة مصارحة المواطن بشأن الوضعية الاقتصادية الصعبة، وقال: «ما خصناش نكذبو على المواطن إذا كان يتم التسويق لمنح 1000 درهم كتعويض على إصلاح صندوق المقاصة.. خصنا نصارحوه أنه غايشري البوطا ب2400 ريال». وفي رسالة مباشرة إلى حلفائه في الأغلبية الحكومية وعلى رأسهم بنكيران، اعتبر العنصر أنه حان الوقت للتفاهم حول القضايا الكبرى دون مزايدات سياسية، لأن «البلاد تحتاج في هذا الوقت إلى نكران الذات والانصهار في خدمة المرحلة الحرجة التي تمر منها، وكذا الدعوة إلى المناصفة المجالية بين المدينة والقرية». وفيما دعا العنصر برلمانيي الحزب إلى توحيد الصف والتفكير في موقف موحد ضد أي تطورات يمكن أن يؤدي الحزب ضريبة السكوت عنها، كان لافتا إطلاقه أيديهم في التعبير عن مواقفهم بكل حرية، في دعوة ضمنية للخروج للإعلام للرد على كل من يسيء إلى الحركة، وفي مقدمتهم حزب بنكيران، تقول مصادر حضرت الاجتماع التنسيقي بين برلمانيي الحزب بمجلسي النواب والمستشارين والمكتب السياسي. من جهة أخرى، أفضت خلوة الحركيين إلى الإعلان عن عقد مؤتمر استثنائي في أواخر شهر يونيو القادم، بعد أن كان قد أعلن في وقت سابق عن تنظيم مؤتمر عادي سنة 2014. وحسب مصادر قيادية، فإن النقاش انتهى إلى تحويل مؤتمر الحركة من مؤتمر ملاءمة إلى مؤتمر استثنائي سيعرف «ثورة» في هياكل الحزب وتغييرات جوهرية على القانون الأساسي، مشيرة إلى محطة يونيو 2013 ستعرف إبعاد الأسماء القيادية التي لم تقدم الإضافة. ووفق المصادر ذاتها، فإن العنوان الرئيس للمؤتمر الاستثنائي سيكون ملاءمة الحزب مع المرحلة المقبلة وتطعيمه بالكوادر والشباب القادرين على مواجهة الصعاب، مشيرة إلى أن لاشيء سيتغير على رأس الحزب، إذ سيظل العنصر متحكما في دواليبه، مع ما يعنيه ذلك من تأجيل التنافس على منصب الأمين العام بين وزير الرياضة والشباب، محمد أوزين، وبين معارضيه إلى المحطة القادمة.