فجّر متقاعدون من وكالة النقل الحضري في فاس «فضيحة» عجز مدوية زادت في رسم صورة قاتمة على أوضاع النقل الحضري في المدينة. وتحدّثت رسالة إشعارٍ وُجّهت إلى مدير الوكالة المستقلة للنقل الحضري، حصلت «المساء» على نسخة منها، عن عدم تسديد الوكالة ديونَ صناديق التقاعد ومُستحَقات صناديق التغطية الصحية. وطالبت نقابة الاتحاد المغربي للشغل الإدارة الوصية بالتدخل لتصفية هذه المتأخرات وأداء مستحقات الترقية الداخلية.. وقالت المصادر إنّ «المتقاعدين، الذين أفنوا عمرهم في خدمة الوكالة وحافلاتها، أصبحوا محرومين حتى من بطائق الركوب، كما هو معمول به في باقي وكالات المغرب». فيما أوردت المصادر أنّ ولاية الجهة تعمل، في الآونة الأخيرة، على إعادة النظر في هيكلة مرفق النقل الحضري وتفعيل مسطرة التدبير المفوض، الذي ما زال يثير الجدل، ويُخلّف المزيدَ من الاحتجاجات. وفي السياق ذاته، قرّر طلبة المركّب الجامعي «ظهر المهراز»، في خطوة تصعيدية لافتة، مقاطعة ركوب حافلات النقل الحضري في مدينة فاس. وشنّ الطلبة حملة على هذه الحافلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مُستعملين عبارة «ما راكْبينشْ».. وخرج قطاع واسع منهم، أول أمس الأربعاء، في تظاهرات جابت المركب الجامعي، وانتقلت إلى بعض الأحياء الشعبية المُجاوِرة، تاركين الحافلات المُخصَّصة لنقلهم إلى مختلف الأحياء الشعبية في المدينة «خاوية»، وقرّروا الذهاب والإياب من وإلى الجامعة مشيا على الأقدام.. ولا يكاد يمر يوم واحد في مدينة فاس دون أن تخلف حافلات النقل الحضري سخطا هنا، واحتجاجات هناك.. فالبعض يحتجّون على حالة عدد من الحافلات «المُهترئة»، والبعض الآخر يشكون من سلوكات مراقبيها، في وقت كانت الشركة التي حصلت على التدبير المفوض قد أعلنت عزمَها على «تجديد الأسطول» وتقريب الخدمة من المواطنين، والجودة في العمل.. وسجل الطلبة وجود انتهاكات للزبناء من قِبَل مراقبين، لا يتردد عدد من المواطنين في وصفهم ب»البلطجية»، كما تحدّثوا عن «اهتراء» الحافلات التي وُضعت رهن إشارتهم من قِبَل الشركة التي حصلت على صفقة التدبير المفوض للنقل الحضري. ورغم الأوضاع المختلّة التي يعيشها القطاع، فإنّ المجلس الجماعي المسؤول عن رعاية صفقة التدبير المفوض ومراقبتها لم يتدخّل لتصحيح الاختلالات التي عادة ما «ينشرها» المواطنون في احتجاجاتهم ضد هذه الحافلات، ولا يتردّد بعض المواطنين في اتهام المجلس الجماعي للمدينة ب»التواطؤ وغضّ الطرف» عن هذه الأوضاع، التي سبق لها أن أخرجت المئات من الطلبة إلى الشّارع، وصلت إلى حد تطويق مقرّ الشرطة الموجود على مقربة من المركب الجامعي المذكور.