كشف المجمع الشريف للفوسفاط عن ارتفاع مهم في حجم استثماراته برسم السنة الماضية، حيث قفزت قيمتها من 26.8 مليارات درهم إلى 43.6 مليارات؛ ما عكس تسريع برنامج المجموعة الاستثماري. وأظهرت النتائج المالية السنوية برسم 2024 نموا مستداما وتوسعا كبيرا في هوامش الربح، بفضل تنفيذ عمليات قوية في بيئة سوقية مواتية، موازاة مع تحقيقها تقدما ملحوظا في مجال تحلية المياه والطاقة الشمسية، إلى جانب توسيع قدراتها الإنتاجية. وأفاد بلاغ صادر عن المجموعة الرائدة عالميا في إنتاج الفوسفاط ومشتقاته، اطلعت عليه هسبريس، بأن إجمالي رقم معاملاتها السنوية ارتفع إلى حوالي 97 مليار درهم، مقارنة مع 91.2 مليار درهم في 2023. وأوضح البلاغ أن هامش الربح الإجمالي قفز خلال السنتين الماضيتين من 50.5 مليارات درهم إلى 62.6 مليارات؛ فيما بلغ الربح الخام قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك (EBITDA) 39 مليار درهم، محققا زيادة ملحوظة مقارنة ب29.3 مليارات درهم خلال السنة ما قبل الماضية، ما عكس الأداء القوي للمجموعة وكفاءتها الإنتاجية. وبهذا الخصوص، أكد مصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط، قدرة المجموعة على التكيف مع الظروف السوقية المتغيرة وتحسين الكفاءة التشغيلية. وأوضح التراب أن "المجموعة حققت تقدما كبيرا في مجال التنمية المستدامة، خاصة في مجالي إدارة المياه والطاقة الشمسية؛ فقد قامت بتحلية 63 مليون متر مكعب من المياه لتلبية احتياجات منشآتها الإنتاجية، إضافة إلى تقدم كبير في برنامجها للطاقة الشمسية الذي يهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية تدريجيا". تعزيز التصدير وتعبئة التمويلات وبخصوص الأداء السوقي، أكد البلاغ ذاته أن المجمع الشريف للفوسفاط تسجيل نموا في صادرات الأسمدة، حيث شكلت الأسمدة 69 في المائة من إجمالي المداخيل في 2024، مقابل 66 في المائة في 2023؛ فيما قفز حجم صادرات سماد TSP بنسبة 48 في المائة، ما عكس الطلب القوي من مناطق رئيسية، مثل البرازيلوالهند. في المقابل، شهدت مبيعات الصخور الفوسفاطية انخفاضا بنسبة 35 في المائة بسبب تراجع الطلب في الهند. وأشار المصدر نفسه إلى أن رقم المعاملات انخفض إلى 27.9 مليارات درهم خلال الفصل الرابع من السنة الماضية، مقارنة ب30.2 مليار درهم في الفترة نفسها من 2023، بسبب عمليات شراء استثنائية في الفصل الأخير من 2024. وأكد البلاغ أن المجموعة حافظت على استقرار هامش الربح الإجمالي عند 18.1 مليار درهم، بينما بلغ هامش الربح الخام قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك 43 في المائة؛ ما أشر على مرونة النموذج التشغيلي للمجموعة. وفيما يتعلق بالتمويل، نجحت المجموعة الفوسفاطية في تعبئة 300 مليون دولار أمريكي من خلال إصدار سندات إضافية في فبراير الماضي، إلى جانب إصدار سندات محلية في دجنبر الذي سبقه بقيمة 5 مليارات درهم لدعم برنامجها الاستثماري. كما تم تعزيز القدرات الإنتاجية، حيث تم تشغيل خطين جديدين لإنتاج حمض الكبريتيك بمركب الجرف الأصفر، إلى جانب بدء العمل في وحدة جديدة لإنتاج الأسمدة. تقدم برامج الطاقة وتحلية المياه أحرزت المجموعة تقدما في تطوير ممر "مزيندة" أسفي، الذي يهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية بحلول 2028؛ فيما بدأت في مجال المياه بتشغيل قدرات تحلية مياه البحر في محطة الجرف الأصفر لتوفير 60 مليون متر مكعب سنويا، ما يعزز إمدادات المياه ويقلل الضغط على الموارد الطبيعية. أما في مجال الطاقة، فتجاوزت المرحلة الأولى من مشروع الطاقة الشمسية 98 في المائة من الإنجاز، مع ضخ أول كيلوواط أخضر في منجم بن جرير في شتنبر الماضي. وربط مجمع الفوسفاط النتائج المالية الجيدة باستراتيجية مبتكرة تم تنفيذها بنجاح؛ ما وضح المجموعة في موقع قوي للتوسع المستقبلي وتعزيز استدامتها في مواجهة التحديات العالمية، حيث استمرت في تعزيز قدراتها التنافسية، وواصلت استثماراتها الاستراتيجية في مشاريع متعددة تهدف إلى تحسين الأداء التشغيلي وتعزيز الاستدامة البيئية، بينما شملت هذه الاستثمارات توسيع قدرة إنتاج الأسمدة الفوسفاطية وزيادة استدامة الموارد الطبيعية من خلال تحسين إدارة المياه والطاقة. وساهمت هذه الجهود في مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي والتغيرات المناخية؛ ما عكس التزام المجموعة بتوفير حلول مبتكرة تدعم تطوير الزراعة في جميع أنحاء العالم. في سياق التطور المستمر في المشاريع الكبرى، أحرزت المجموعة الفوسفاطية تقدما مهما في برنامجها للطاقة الشمسية، الذي يهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون وتوسيع استخدام الطاقات المتجددة في عملياتها. وإلى جانب ذلك، واصلت المجموعة تحسين بنيتها التحتية وتحسين قدرتها على مواجهة التغيرات المناخية من خلال مشاريع تحلية المياه التي تضمن استدامة عملياتها الإنتاجية وتقلل من تأثير نقص المياه في بعض المناطق. التكيف مع التغيرات السوقية أوردت المجموعة في بلاغها أن هذه النتائج المالية تعكس قوة استراتيجيتها في التأقلم مع التغيرات السوقية والاقتصادية العالمية، حيث تمكنت من استقطاب طلبات جديدة على أسمدة TSP؛ ما ساهم بشكل رئيسي في زيادة مبيعاتها في الأسواق العالمية، مثل الهندوالبرازيل. وشددت على أن هذه النجاحات تؤكد قدرتها على تحقيق نتائج إيجابية، حتى في ظل التحديات الاقتصادية التي تؤثر على بعض الأسواق الرئيسية. يشار إلى أن المجمع الشريف للفوسفاط واصل، خلال السنة الماضية، توجيه استثماراته بشكل فعال إلى المشاريع التي من شأنها أن تعزز من قدرتها التنافسية على المدى الطويل. كما استمر المجمع في تحسين هيكله المالي؛ ما ظهر من خلال السندات التي أصدرها في الأشهر الأخيرة، إلى جانب التوسع في عملياته الإنتاجية والمشاريع الاستراتيجية، فيما تضمن هذه الجهود مستقبلا واعدا للمجموعة يمكنها من التعامل مع أي تحديات قد تطرأ في الأسواق العالمية ويجعلها فاعلا رئيسيا في قطاع الفوسفاط والمدخلات الفلاحية على المستوى العالمي.