أصدرت الهيئة القضائية بالمحكمة الابتدائية بأسفي، خلال الأسبوع الماضي، حكما بسنة حبسا نافذا، في حق (ب.ك)، العامل السابق بالمركز التجاري مرجان، بعد أن كان اقتحم مركزا تجاريا بأسفي، وهدد بإضرام النار في جسده، احتجاجا على ما اعتبره تماطلا في إعادة تشغيله مجددا بعد أن كان قد قبل سابقا بتسوية وضعيته، وحصوله على مبلغ مالي، مباشرة بعد أن طرد من عمله خلال نهاية شهر يوليوز 2011 اثر تشكيل مكتب نقابي، وتبرير عملية الطرد من طرف إدارة المركز بارتكاب المعني بالأمر لخطأ مهني جسيم. وأفادت مصادر مطلعة ل«المساء» بأن المعني بالأمر حاول خلال شهر غشت من سنة 2011 الانتحار داخل المركز التجاري مرجان، حيث كان يعمل ويشغل مهمة الكاتب المحلي للمكتب النقابي التابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وأضافت المصادر ذاتها بأن المعني بالأمر حصل على تعويضات مالية مهمة، بعد جلسات ومفاوضات ماراطونية جمعت المعني بمسؤولي المركز التجاري ومندوبية الشغل بآسفي وسلطات المدينة، والتي تدخلت حينها لتطويق الموقف، خوفا من تفجر تطورات أخرى غير محمودة العواقب، قد تتعلق بإمكانية نجاح المعني بالأمر في الانتحار، وتفجر احتجاجات كبرى بالمدينة، حيث تزامنت محاولة الانتحار المذكورة مع تفجر الحركات الاحتجاجية لحركة 20 فبراير وبعض المعطلين. واعتبرت المصادر ذاتها أن عودة المعني بالأمر إلى الاحتجاج داخل المركز التجاري، بعد تسلمه قبل سنة ونصف مبلغ تعويض مالي يتجاوز 12 مليون سنتيم، هو عمل غير سليم، ويروم خلق البلبلة وتهديد الأمن العام داخل المركز التجاري المذكور وبالمدينة ككل، مشيرة إلى أن ما حدث يشكل سابقة في قضايا الشغل بالمغرب، إذ أن الاستغناء عن خدمات أي عامل، ومن ثم تحرير محضر صلح بين الطرفين يرتبط بالحصول على تعويض مالي، لا يخول للعامل التراجع مجددا عن مضمون المحضر الموقع بين الطرفين، وبالتالي فإن عودة العامل إلى عرقلة عمل المركز التجاري، والتهديد بإحراق نفسه يشكل جريمة يعاقب عليها القانون، وأن المعني بالأمر تمادى في تهديداته رغم محاولة بعض الأطراف والمسؤولين الأمنيين تنبيهه إلى خطورة عمله. مما حتم تدخل عناصر من القسم الجنائي بمصلحة الشرطة القضائية، والتي بادرت إلى اعتقال العامل (ب.ك)، مباشرة بعد ولوجه مجددا المركز التجاري رفقة زوجته، وثلاثة من أبنائه ومحاولة الاعتصام هناك، قبل أن يهدد فيما بعد بإحراق نفسه، بعد أن ظل ولساعات يلوح بقنينة بلاستيكية مملوءة بالبنزين، ويهدد بانتحار جماعي رفقة أفراد أسرة تارة أخرى، خصوصا بعدما اطلع العديد من المواطنين على الحادث في شريط نشر على موقع يوتوب ومواقع التواصل الاجتماعي.