في وقت كان ينتظر فيه الجمهور الرياضي المغربي تعيين بادو الزاكي مدربا للمنتخب الوطني في أواخر شهر شتنبر الماضي، وقع اختيار اللجنة «الخماسية» التي أوكلت إليها مهمة اختيار خليفة للبلجيكي إيريك غيريتس، على المدرب رشيد الطوسي، الذي ارتفعت أسهمه عقب تتويجه بثلاثية تاريخية رفقة المغرب الفاسي، بحصوله على لقب كأس الاتحاد الإفريقي والسوبر الإفريقي ثم كأس العرش. وكانت اللجنة التي تكونت من رئيس الوداد البيضاوي عبد الإله أكرم، والعميد السابق للمنتخب الوطني، نور الدين النيبت، والرئيس السابق للنادي القنيطري، حكيم دومو، إضافة إلى عبد الحق السلاوي وأحمد غيبي، منقسمة بخصوص اختيار الناخب الوطني الجديد، في مشهد اعتبره البعض مسرحية جديدة ومفاجأة أخرى من مفاجآت جامعة علي الفاسي الفهري. وبعد ترشيح الرباعي بادو الزاكي وعزيز العامري ومحمد فاخر ورشيد الطوسي، وقع الاختيار على الأخير، الذي وافق على تسلم «قنبلة» بموافقته على أهداف قريبة المدى، تتمثل في هزم الموزمبيق بأكثر من هدفين، وتجاوز الدور الثاني في كأس أمم إفريقيا، عوض المراهنة على أهداف على المدى البعيد، تتمثل في الفوز بكأس إفريقيا 2015 التي ستنظم بالمغرب. وبعد خسارة المنتخب الوطني أمام تنزانيا، بثلاثة أهداف لواحد، وخروجه العملي من سباق التأهل إلى المونديال، فإنه لابد من الحديث عن الأشخاص الذين أنيطت بهم مهمة اختيار الطوسي مدربا للمنتخب.
عبد الإله أكرم رئيس اللجنة ولد عبد الإله أكرم في الثالث عشر من دجنبر سنة 1957. يدير منشأة مختصة في مجال الترفيه والسياحة، كما شغل منصب عضو مسير في النادي البلدي للبيضاء فرع كرة السلة، ويشغل منذ سنة 2007 منصب رئيس فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم ويترأس المكتب المديري للفريق الأحمر. ترأس أكرم اللجنة التي اختارت الطوسي مدربا للمنتخب، رغم أنه كان يظهر ميولا تجاه فكرة إعادة الزاكي للمنتخب المغربي، قبل أن يغير موقفه ويساهم في الإعلان عن اختيار الطوسي ناخبا وطنيا جديدا، في مفاجأة مدوية، جاءت عقب إعلان الزاكي عن عدم تحمسه للاشتغال على مشروع قصير المدى، يتمثل في الفوز على الموزمبيق وتأهيل المنتخب إلى «الكان».
نور الدين النيبت العميد الذي أصبح مستشارا ازداد النيبت في العاشر من فبراير سنة 1970 بالدار البيضاء. لعب لفريق الوداد البيضاوي، الذي حاز معه على العديد من الألقاب الوطنية علاوة على كأس إفريقيا للأندية البطلة. سنة 1993 دشن مسيرته الاحترافية الموفقة حيث تألق في صفوف كل من فرق نانت الفرنسي وسبورتينغ لشبونة البرتغالي وديبورتيفو لاكورونيا الإسباني وتوتنهام الإنجليزي. على هامش تعيين الطوسي ناخبا وطنيا اكتشف كثيرون أن النيبت ليس مستشارا الفهري، ولكن يشغل عضوية المكتب الجامعي، وهي الخطوة التي رأى البعض أنها جاءت لسد أفواه منتقدي جامعة الفهري. كان النيبت ضمن اللجنة التي استمعت للمدربين الأربع، ولم يكن متحمسا لفكرة التعاقد مع الزاكي، بل وكان من مساندي البلجيكي إيريك غيريتس ومن المطالبين ببقائه، وهو ما جعل البعض يستحضر الخلاف القديم بين النيبت والزاكي، عندما كان مدربا للمنتخب سنة 2005، النيبت كان من بين أبرز المدافعين عن التعاقد مع النيبت، بل إنه قبل رأس الطوسي بعد فوز المنتخب الوطني على الموزمبيق بمراكش بأربعة أهداف لصفر، وتأهله إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013.
أحمد غيبي المثير للجدل يبلغ من العمر 39 سنة، حاصل على دبلوم تقني في النسيج من فرنسا، ويشغل منصب رئيس المكتب المديري لفريق أولمبيك أسفي، كما يترأس اللجنة المركزية للتحكيم ولجنة البرمجة. يعتبر غيبي شخصية مثيرة للجدل، وتوتر علاقته بمجموعة من الأندية الوطنية ورؤساءها، التي هاجمت الرجل بسبب سوء برمجة المباريات وتعيينات الحكام المثيرة للجدل. وعلى عكس نور الدين النيبت وحكيم دومو، كان غيبي يبدي رغبته في تعيين مدرب مغربي لقيادة المنتخب الوطني، وكان له تأثير في قرار تعيين الطوسي ناخبا وطنيا، على اعتبار أنه يملك سيرة ذاتية جيدة وفاز بألقاب وطنية وقارية، لم يحضر عددا من اجتماعات اللجنة، لكنه ساند بشكل مطلق اختياراتها.
حكيم دومو المدافع عن الفهري ولد حكيم دومو في الخامس من أكتوبر سنة 1965 وهو مدير شركة ومنعش عقاري. شغل منصب رئيس النادي القنيطري لكرة القدم منذ سنة 2006 كما يرأس الجمعية القنيطرية لكرة القدم داخل القاعة، والتي تضم 16 فريقا، وتنظم سنويا دوريا دوليا في اللعبة. هو أيضا ابن الرئيس التاريخي للنادي القنيطري محمد دومو، ويعتبر من أشد المدافعين على رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري، ومن أبرز مؤيديه. عبر دومو عن رغبته في رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلى جانب محمد الكرتيلي، قبل أن يسحب ترشيحه لصالح الفاسي الفهري، الذي تقلد المنصب بدون اللجوء إلى التصويت. عند اجتماع اللجنة الخماسية لاختيار ناخب وطني جديد، فاجأ دومو الجميع عندما أكد أنه يرغب في استمرار غيريتس كمدرب للمنتخب، على اعتبار أنه لا يتحمل المسؤولية لوحده، بل إنه لم يكن يتردد في مهاجمة بادو الزاكي، دون أن يشير إلى اسمه، ويعتبر أنه لا يصلح لقيادة المنتخب الوطني.
عبد الحق السلاوي طبيب الجامعة ازداد في الخامس عشر من مارس سنة 1953، حاصل على دكتوراه الدولة في الطب، وشغل على التوالي منصب طبيب فريق الإتحاد الرياضي لأشبال الأطلس، وعضوا بمكتب الجمعية ورئيسا للجنة الطبية للمجموعة الوطنية وعضوا بالمكتب الفدرالي (رئيس لجنة الطب الرياضي) بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وعضوا باللجنة الصحية للجنة الوطنية الأولمبية المغربية. لم يكن السلاوي مؤثرا كعضو في «لجنة أكرم»، بخلاف النيبت وغيبي، واعتبره البعض بمثابة «ديكور» داخل مسرحية جامعة الفاسي الفهري.