رفع حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، مؤقتا، يده، عن نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بعد أن أوكل إلى محمد كافي الشراط، عضو المكتب التنفيذي للنقابة، مهمة قيادة شؤون الذراع النقابي للحزب إلى حين انعقاد المؤتمر السنة القادمة. وكشفت مصادر من الاتحاد العام أن شباط دفع في اتجاه اختيار الشراط، الذي كان من المقربين من الكاتب العام الأسبق عبد الرزاق أفيلال، خلال اجتماع قيادة النقابة أول أمس الأحد بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 53 لتأسيسها، للاضطلاع بمهمة تدبير وتسيير شؤون النقابة من بوابة «التنسيق» بين أعضاء المكتب التنفيذي وأعضاء الكتابة الوطنية، مشيرة إلى أن اختيار الشراط حظي بتأييد المكتب التنفيذي والكتابة الوطنية. وباختيار الشراط منسقا للاتحاد العام، يكون الأمين العام لحزب الاستقلال قد قطع الطريق على الطامحين لخلافته على رأس الذراع النقابي لحزب الاستقلال، وفي مقدمتهم خديجة الزومي، الكاتبة الوطنية للمنطقة الشمالية الغربية وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام، وعبد السلام اللبار، الكاتب الجهوي للمنطقة الوسطى والمغرب الشرقي. فيما رأت فيه مصادر من النقابة مخرجا من الأزمة التي وجد فيها شباط نفسه في ظل عدم قدرته على الحسم فيمن سيأتمنه على النقابة، ويضمن ولاءه وعدم خروج النقابة من تحت جلبابه. مصادر «المساء» ذهبت إلى أن إقدام عمدة فاس على الدفع في اتجاه إيجاد قيادة مؤقتة إلى حين انعقاد المؤتمر في سنة 2014 يروم إعادة ترتيب الأوراق داخل النقابة ومحاولة البحث عن مرشح جديد تكون كفته راجحة لدى شباط ومن رجاله من غير المرشحين الذين تنافسوا منذ أكتوبر الماضي على منصب الكاتب العام. وحسب قيادي في الاتحاد، فإن تسليم قيادة النقابة إلى الكاتب الوطني للمنطقة الوسطى الغربية يشير إلى أن شباط تراجع عن دعم العربي القباج، الكاتب الجهوي للاتحاد العام بالدار البيضاء، الذي كان يعتبره مقربون من زعيم الاستقلاليين الأوفر حظا لبلوغ كرسي الزعامة النقابية، ويعتمد على ولائه المطلق للأمين العام لحزب علال الفاسي. وفيما اعتبر مصدر مسؤول بالاتحاد العام أن خطوة تسليم مقاليد النقابة إلى الشراط محاولة من شباط تلافي الحرج والانتقادات التي توجه إليه جراء جمعه بين قيادة الحزب والنقابة وهيمنته على شؤونهما، قال منسق الاتحاد العام إن اختياره تم من قبل 600 عضو، واصفا نفسه ب«رجل الظل» الذي لعب أدوارا كبرى في تسيير النقابة بعد جيل المؤسسين. وكشف الشراط أن مهمته إلى حين انعقاد المؤتمر تكمن في تدبير شؤون النقابة بمعية الكتابة الوطنية ووفق مبادئ وتوجهات الاتحاد العام. وفي رده على تساؤل ل«المساء» عما إن كان سيرشح نفسه لمنصب الكاتب العام للاتحاد خلال المؤتمر القادم، قال الشراط: «إذا اقتضت الظروف يمكن أن أكون الكاتب العام، لكن من السابق لأوانه الحديث عن ذلك لأننا الآن بصدد تدبير مرحلة فيها حرج اجتماعي وإكراهات يتعين تدبيرها». وإلى جانب اختيار قيادة جديدة لتدبير النقابة، اهتدى شباط إلى تأجيل عقد المؤتمر الاستثنائي للنقابة إلى سنة 2014 لاختيار كاتب عام جديد لنقابة الاستقلاليين. وهو التأجيل الثاني في ظرف ستة أشهر، بعد أن كان قد أعلن في أكتوبر الماضي عن عقد مؤتمر استثنائي في 27 يناير 2013 من أجل انتخاب كاتب عام وقيادة جديدين، لكن سرعان ما أعلنت الدورة الاستثنائية الثانية للمجلس العام للاتحاد في 20 يناير الفائت تأجيل عقد المؤتمر الاستثنائي إلى 20 مارس الماضي بغية إتاحة الفرصة لإنهاء كل الأعمال التحضيرية والتنظيمية المتعلقة بتلك المحطة.