أقدم مقاول، مساء أول أمس، بأكنول على إحراق نفسه، احتجاجا على ما أسماه تماطل المجلس الجماعي في تأدية مستحقات شركاته المالية المكلفة بإنجاز أشغال الصرف الصحي. الرجل المسمى بأقمقام حسن والبالغ من العمر، حسب مصادر «المساء»، 38 عاما، استغل وجود قافلة «المصباح»، التي ينظمها حزب العدالة والتنمية بالمدينة التابعة لإقليم تازة، لإشعال النار في جسده عبر قنينة «دوليون» عمد إلى إفراغ محتواها على جسده قبل أن يفاجئ البرلمانيين الحاضرين في اجتماع قافلة حزب العدالة والتنمية بإشعال النيران في جسمه، ولولا تدخلات البرلمانيين وفي مقدمتهم جمال المسعودي لتوفي المقاول على الفور، بالنظر إلى حجم الحريق الذي شب بجسده. واستنادا إلى مصادر الجريدة، فإن المعني بالأمر أفرغ قنينة «دوليون» على نفسه قبل ولوج القاعة، فأصيب الحاضرون في الاجتماع التواصلي مع ساكنة أكنول بالذهول وهم يرون النيران تلتهم جسد المقاول، مبرزة أنه تم نقله إلى مستشفى ابن باجةبتازة، لكن خطورة وضعه الصحي استدعت نقله فورا إلى المستشفى الجامعي بفاس. وأبرزت مصادرنا أنه مازال يرقد في العناية المركزة، وقد رفض الأطباء طلب العائلة رؤيته صباح أمس الاثنين. في السياق نفسه، قال كريم الهمص، رئيس جماعة أكنول، إن الأمر يتعلق بعضو من حزب العدالة والتنمية، تحاول القيادة المحلية التنصل منه، مؤكدا في تصريح للجريدة أن الاجتماع عقد في محل «دروغري» لعضو في الكتابة المحلية للبيجيدي، مما سهل له حيازة قنينة «دوليون» ليشعل النار في جسده». وأبرز الهمص في نفس التصريح أن «المجلس الجماعي يتوفر على كل الوثائق التي تثبت عدم احترام صاحب المشروع لدفتر التحملات، الشيء الذي أدى بنا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية حفاظا على المال العام». وصرح الهمص أن المقاول يعاني من مشاكل نفسية وعائلية هي التي حذت به إلى القيام بهذه العملية، مستدركا «أن لديه محضرين يمكن الاطلاع عليهما لدى الدرك الملكي». في المنحى نفسه، رد مصطفى البارودي، نائب الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية بأكنول على تصريحات الهمص، نافيا أن تكون هناك أي علاقة بين المقاول وبين حزب العدالة والتنمية. وأضاف البارودي في حديث ل«المساء» أن «الاجتماع لم يعقد في محلي التجاري كما يزعم الهمص، بل عقد في الهواء الطلق وفوجئنا بإقدام المقاول على إحراق نفسه، بعدما كان يناقش بهدوء خلال اللقاء التواصلي»