تحدّى المشرفون على الملتقى الطلابي الوطني الثالث عشر، الذي تنظمه الكتابة العامة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، المحسوب على فصيل العدل والإحسان، قرارَ منع السلطات لهم من تنظيم هذا الملتقى، وقرّروا مواصلة تنفيذ برنامج الأنشطة المسطر، رغم الخسائر التي لحقت الملتقى، والتي قدّرها مسؤولو الاتحاد ب60 مليون سنتيم.. وكشف قيادي طلابي أنّ الاتحاد مُصرّ على مُمارَسة كافة أنشطته وفق الضوابط والمبادئ المعمول بها داخل الفضاء الجامعي، وأضاف «نحن مُستمرّون في الحركة الطلابية بنفَس تغييريّ، وسنقف بالمرصاد ضد المنطق العبثيّ الذي يُسيَّر به الشأن الجامعي في بلادنا». واتهم عبد الرحيم كلي، الكاتب العام السابق ل»أوطم»، خلال ندوة صحافية في كلية العلوم، نظمها المشرفون على الملتقى أول أمس، من أسماهم «العفاريت والتماسيح» بالوقوف وراء المنع الذي تعرّضَ له الملتقى الطلابي الوطني الثالث عشر في جامعة ابن طفيل في القنيطرة و»القمع» الذي كالته القوات العمومية للطلبة. وقال كلي «إننا ندرك جيد أنّ بنكيران لا حول ولا قوة له في هذا الموضوع، وواعون أنّ ما وقع يقف وراءه «عفاريت وتماسيح»، وهي التي منعت بنكيران نفسَه، في وقت سابق، من مخاطبة شبيبة حزبه في طنجة، لكنْ ومع ذلك، فهو رئيس حكومة، ولا بدّ أن يتحمّل كامل مسؤولياته». وأعرب المتحدث عن استغرابه الشديد الطريقة التي تعاملت بها السلطات مع فعاليات هذا الملتقى، مؤكدا أنّ المُنظمين تفاجؤوا بقرار المنع، طالما أنّ الأمر يتعلق، في نظره، بنشاط ثقافيّ، وأضاف «لم تُمنع ملتقياتنا حتى في زمن ادريس البصري.. وكنا ننظمها في أحسن الأجواء وبشكل سلِس»، مشيرا إلى أنّ قياديّي الاتحاد حاوروا عمادة الكليتين من أجل تدارك هذه الهفوة، لكنّ مسؤولي الجامعة أشعروهم بأنّ هناك «تعليمات من جهات عليا» أمرت بمنع الملتقى، حسب قوله. وأوضح القيادي الطلابي أن «الذين أصدروا تعليماتهم باقتحام جامعة ابن طفيل والتنكيل بطلابها يريدون أن يعطوا الإشارات إلى من يهمّهم الأمر بأنهم هم من يتحكمون في زمام الأمور في هذه البلاد ويديرون الشأن العامّ كيف يشاؤون»، وعلق على ذلك متحديا «من يعتقد أنّ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب سيسكت عما يجري من قمع فهو واهِم، وعلى من اتخذ هذا القرار أن يعلم أنه مخطئ». وسجّل الكاتب العام السابق ل»أوطم»، المحسوب على فصيل طلبة العدل والإحسان، بارتياح شديد، التضامنَ الذي أعلنته منظمة التجديد الطلابي، التابعة لحزب العدالة والتنمية، الذي يرأس الحكومة، وتنديدها بالتدخل العنيف الذي نفّذته السلطات الأمنية في حق طلبة العدل والإحسان، وقال «إننا نحترم موقفهم الإيجابيّ، لكنّ ما نطالب به هو أن نحظى بالدعم نفسِه المُقدَّم للفصائل الطلابية الأخرى، فمِن حق أي مُكوّن طلابي سلَكَ جميع القوانين لتنظيم نشاط طلابي أن يلقى الدعم، فالساحة للجميع بعيدا عن العنف.. نحن لا نخشى التعدد، ما نندّد به هو التمايز في التعامل».