أطلقت حكومة عبد الإله بنكيران، أول أمس الأربعاء بمدينة الرباط، البرنامج النموذجي لتشجيع أكياس الثوب البيئية كبدائل لأكياس البلاستيك، حيث سيتم إنتاج وتوزيع حوالي 3 ملايين من أكياس الثوب للمساهمة في الحد من استعمال الأكياس البلاستيكية، ودعم الاقتصاد الاجتماعي للجمعيات المنخرطة في العملية. وتبلغ التكلفة الإجمالية للبرنامج 70 مليون درهم، تساهم فيها وزارة الشؤون العامة والحكامة ب50 مليون درهم ووزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ب20 مليون درهم، حيث سيتم إنتاج الأكياس من طرف التعاونيات النشيطة في مجال الخياطة، وتكليف الجمعيات البيئية المحلية بتوزيعها. وأشارت المعطيات الصادرة عن وزارة الطاقة والمعادن والبيئة، بشأن الأضرار والتهديدات الصحية والبيئية للأكياس البلاستيكية، إلى أن المغاربة يستعملون أزيد من 25 ألف طن من الأكياس البلاستيكية سنويا، فيما يطرح 2,7 مليار كيس بلاستيكي سنويا في المزابل. وأكد فؤاد الدويري، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، أن «البرنامج النموذجي لتشجيع أكياس الثوب البيئية يندرج في إطار تفعيل استراتيجية القرب التي ينهجها قطاع البيئة، والرامية إلى تحسين ظروف عيش السكان، إذ ما فتئ يولي أهمية لإشكالية النفايات، خاصة الأكياس البلاستيكية المستعملة، وذلك لمواجهة ما تشهده حواضر المملكة من مشاكل بيئية مرتبطة أساسا بالتحولات السريعة التي فرضتها التنمية الاقتصادية والاجتماعية وما واكبها من تغيرات في أنماط الاستهلاك». وأوضح الدويري أن «المقاربة تقوم على تقوية وتعزيز الإطار التشريعي والقانوني المتعلق بتدبير النفايات والأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل أو التحلل بيولوجيا، وكذا التحضير لوضع ضريبة بيئية على المواد البلاستيكية، وإنجاز البرنامج الوطني لتدبير النفايات المنزلية الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 40 مليار درهم على مدى 20 سنة، والذي يهدف في أفق 2015 إلى الرفع من عملية جمع النفايات والنظافة في المدن وإغلاق جميع المطارح العشوائية الحالية، وتنفيذ برنامج جمع الأكياس البلاستيكية المستعملة والمتناثرة في المدن والقرى والتخلص منها في معامل الإسمنت». من جهته، أوضح محمد نجيب بوليف، الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة، أن «التوجه الحكومي الذي يؤكد على السير نحو التنمية المستدامة بكل وسائلها وآلياتها، ومبادرة البرنامج الوطني لتشجيع أكياس الثوب تدخل ضمن العمل الالتقائي للحكومة، على اعتبار أن مجموعة من القطاعات منخرطة لتجميع المجهودات». وأضاف أن «العمل الحكومي الذي له أهداف محددة يجب أن تكون له إشارة داعمة من المجتمع الإنتاجي، لأن الاقتصاد التضامني والتعاوني يمكن أن يكون رافعة للتنمية». وقد تم على هامش حفل إعطاء الانطلاق للبرنامج النموذجي لتشجعي أكياس الثوب البيئية توقيع عدد من اتفاقيات الشراكة مع الجمعيات المشتغلة في مجال الخياطة، التي ستتكلف بعملية الإنتاج، والجمعيات الناشطة في المجال البيئي، والتي ستتكلف بعملية التوزيع والتحسيس.