وصل كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في قضية الصحراء، إلى مخيمات تندوف، حيث عقد لقاء مطولا، مساء أول أمس الثلاثاء، مع محمد عبد العزيز، رئيس جبهة البوليساريو. وفي هذا اللقاء حاول قياديون في البوليساريو الضغط من جديد على المبعوث الأممي لتوسيع صلاحيات المينورسو، من خلال التلويح بملف حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية. وصرح أمحمد خداد، المكلف باللجنة الوطنية الصحراوية للاستفتاء، عقب هذا اللقاء بأن المحادثات التي دارت بين قيادة البوليساريو وكريستوفر روس، تمحورت حول الخطوات القادمة التي ينوي المبعوث الشخصي القيام بها في إطار مساعيه لحل قضية الصحراء، مجددا مطالبة الجبهة بحق «تقرير المصير». وأشار خداد إلى أن روس يقول إن «الدول الأساسية في مجلس الأمن مقتنعة بضرورة الإسراع في إيجاد حل لقضية الصحراء»، مثيرا الانتباه إلى أن روس ينوي «انتهاج منهج جديد للتفاوض من خلال عقد لقاءات ومشاورات مع الأطراف، إضافة إلى القيام برحلات مكوكية بما فيها زيارات إلى الصحراء، من أجل الإعداد لجولات جديدة من المفاوضات». ويعتبر روس أنه يصعب تصور حل للقضية بدون استئناف طرفي النزاع الرئيسيين للتفاوض بينهما، فقرارات مجلس الأمن تنص على أن الحل يجب أن يكون سياسيا وسلميا ونهائيا ومتوافقا عليه. وبالنسبة إلى روس فإن الوضع في منطقة الساحل وحرب مالي يجعلان حل قضية الصحراء أمرا ملحا أكثر من أي وقت مضى. ومن المرتقب أن يقوم المبعوث الأممي بزيارة إلى كل من الجزائر وموريتانيا في إطار الجولة التي يقودها في المنطقة مع أطراف النزاع حول قضية الصحراء. وتأتي زيارة روس لتندوف في الوقت، الذي تدق تقارير دولية ناقوس الخطر حول وضع حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، الخاضعة لسيطرة الجزائر، كان آخرها تقرير نشره المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب، التابع لمعهد بوتوماك بعنوان «الإرهاب في شمال إفريقيا وفي غرب ووسط إفريقيا من 11 شتنبر إلى الربيع العربي»، الذي أكد أن «مخيمات تندوف تحولت إلى أرض خصبة لتجنيد شبكات إرهابية ومهربين من كل الأصناف وعصابات إجرامية. وبالتالي فإن إغلاقها بات يكتسي أولوية». وسجل التقرير نفسه، أيضا، وجود علاقات وطيدة بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي يتخذ من مخيمات تندوف قاعدة خلفية رئيسية له، وبين عصابات أمريكا اللاتينية التي تنشط في تهريب المخدرات نحو أوروبا عبر منطقة الساحل، بشكل متواطئ مع أعضاء في جبهة البوليساريو. وكان وزير الشؤون الخارجية المالي أكد وجود مقاتلين من البوليساريو ضمن الجماعات المسلحة المنتشرة في منطقة الصحراء والساحل الشاسعة.