كثير من النساء يفضلن أخذ فترة معينة بين إنجاب كل طفل وطفل حتى يستعدن صحتهن ثم ينجبن مرة أخرى، وتختلف هذه الفترة من امرأة إلى أخرى، تبعا لرغبة واختيار كل واحدة منهن لوسيلة تنظم بها الحمل، هل هي حبوب منع الحمل ؟ اللولب؟ أم حقن منع الحمل ؟ هذه الأخيرة التي تزايد الإقبال عليها من قبل النساء لفعاليتها التي تقارب 99 %، بالرغم مما يحيطها من مغالطات من قبيل أنها تحمي من الأمراض المتنقلة جنسيا بوصفها لقاحا، الشيء الذي نفاه عبد الفتاح زكريا «أخصائي أمراض النساء والتوليد» في الحوار التالي، إلى جانب إجابته على مجموعة من الأسئلة. - ماهي مكونات حقن منع الحمل، التي تميزها عن غيرها من وسائل منع الحمل؟ تحتوي حقن منع الحمل على هرمون البروجستيرون، حيث يتم إفراز الهرمون تدريجيا للدورة الدموية للجسم وبالتالي يمنع حدوث الحمل. ويوجد نوعان من حقن منع الحمل تختلف تبعا لمفعولها، حيث يمتد مفعول الأولى 12 أسبوعا؛ أي تؤخذ كل 12 أسبوعا (3 شهور) والثانية : يمتد مفعولها لمدة 8 أسابيع؛ أي تؤخذ كل 8 أسابيع (شهرين). وبالنسبة لفعاليتها، مقارنة مع باقي موانع الحمل الأخرى فهي: - فعالة بدرجة عالية جدا. - ممتدة المفعول وبالتالي تستخدم كل عدة أسابيع، فلا تحتاج المرأة إلى تذكر استخدامها يوميا مثل: أقراص منع الحمل. - ليس لها أي تأثير على الرضاعة الطبيعية، وبالتالي تستخدمها المرأة المرضع دون أي تأثير على حليبها. - كيف تحول حقن منع الحمل دون حدوث هذا الأخير؟ يتم إعطاؤها كحقن عضلي، حيث يتم إفراز هرمون البروجستيرون تدريجيا إلى الدم الذي يؤدي إلى منع الحمل عن طريق: 1 - منع حدوث عملية التبويض، بمنع تكوين البويضة وخروجها من المبيض. 2 - زيادة لزوجة المادة المخاطية التي يفرزها بشكل طبيعي عنق الرحم، فتصبح وكأنها سدادة حول عنق الرحم، مما يجعل دخول الحيوان المنوي إليه، لتلقيح البويضة أمرا صعبا، ومن ثمة تحدث بعض التغيرات في الرحم (تقلل من سمك بطانة الرحم)، مما يقلل من قدرة الرحم على استقبال أي بويضة ملقحة وبالتالي عدم حدوث الحمل. - هل كل النساء باستطاعتهن استعمال حقن منع الحمل؟ بطبيعة الحال لا، شأن جل موانع الحمل التي على المرأة أن تقوم بتحاليل طبية قبلية، قبل مباشرة استعمالها، للتأكد من سلامتها الصحية من مجموعة من الأمراض التي قد تحول دون استعمالها لها مثل: -ارتفاع ضغط الدم -مشاكل في القلب أو الأوعية الدموية -حالات الإصابة بسرطان الثدي -وجود نزيف مهبلي غير معروف سببه ولم يتم تشخيصه -الإصابة بمرض في الكبد (تضخم الكبد، التهاب كبدي وبائي، ورم بالكبد) - مرض الاكتئاب - هل هناك أعراض جانبية لحقن منع الحمل؟ في بعض الحالات قد تظهر بعض الأعراض الجانبية مثل: - صداع، دوار، الشعور بألم بسيط عند لمس الثدي، تقلبات مزاجية. - بعض التغيرات في الدورة الشهرية بعدم انتظامها. - نزول بعض قطرات الدم، أو حدوث نزيف غير منتظم (متقطع) وعادة ما ينتهي ذلك خلال الأشهر القليلة من الاستخدام، لكن إذا حدث نزيف شديد أو مستمر يجب استشارة الطبيب. - انقطاع الدورة الشهرية، ولا يدعو ذلك إلى القلق، فبعد العام الأول من استخدام الحقن، 50 % من السيدات يحدث لهن انقطاع في الدورة الشهرية، ولا يعني ذلك احتباس دم الدورة الشهرية في الرحم، كما تعتقد بعض النساء، ولكن لا يتم تكوين دم الدورة الشهرية في الرحم (بطانة الرحم) من الأصل، بسبب أن الحقن تعمل على منع عملية التبويض وتقليل سمك بطانة الرحم. - زيادة في الوزن ويمكن تفادي ذلك، عن طريق اتباع نظام غذائي سليم وصحي. - تأخر حدوث الحمل لفترة بعد التوقف عن استخدام الحقن والتي قد تصل إلى سنة، ويرجع ذلك إلى تأخر عودة عملية التبويض إلى حالتها الطبيعية المنتظمة، حيث إن الحقن ممتدة المفعول، فإن مفعول آخر حقنة، يتم أخذها قد يستغرق بعض الوقت كي ينتهي. ويختلف الأمر من سيدة لأخرى، فبعض السيدات يستعدن الخصوبة (التبويض) بعد سنة، والبعض الآخر قد يستعدنها بعد أقل من ذلك، وفي بعض الحالات النادرة قد تحتاج المرأة إلى سنتين لاستعادة الخصوبة والقدرة على الحمل. - هل غياب الحيض مضر بصحة المرأة نتيجة استعمالها لحقن منع الحمل؟ لن تتأثر صحة المرأة بغياب الطمث مع استخدامها وسيلة منع الحمل تحتوي على هرمون البروجيسترون فقط مثل الحقن، والمرأة لا تحيض لأن عملية التبويض ذاتها لا تحدث. - ماذا عن بعض الاعتقادات التي جعلت النساء يقبلن مؤخرا على حقن منع الحمل؟ بالفعل، هناك بعض الأفكار الخاطئة والشائعة بين صفوف بعض النساء، خاصة منهن من تنتشر بينهن الأمية بشكل واسع، من قبيل أن الحقنة الواحدة، تعادل تلقيحا، يحمي المرأة من الأمراض التي يمكنها أن تنتقل جنسيا، وهذا خطأ، حيث لا علاقة لها بالوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا.