سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شرطي آخر يصاب بهستيريا ويعتدي على زميل له بمقر ولاية أمن القنيطرة فصول مجزرة مشرع بلقصيري كادت تتكرر لولا أن الشرطي كان قد سلم سلاحه الوظيفي في وقت سابق
سيطرت نوبة هستيريا، صباح أمس، على رجل أمن وهو يمارس عمله داخل مبنى ولاية أمن القنيطرة، وشرع في الصراخ بطريقة حادة، جعلت حالة الاستنفار تسود مقر الولاية. وعانى الشرطي من حالة هيجان شديد مرفقة برعب دب فيه فجأة وحمله على أن يصرخ في وجه زملائه بعبارات لم تتسرب أي معطيات حول فحواها، قبل أن يتمكن بعضهم من التغلب عليه وشل حركته والسيطرة عليه بالكامل، بعد أن قام بالاعتداء على عنصر أمن كان يحاول تهدئته. وكشف مصدر مطلع أن فصول الحادث المأساوي الذي عرفته مفوضية أمن بلقصيري كادت تتكرر من جديد بالقنيطرة، لولا أن الشرطي الذي انتابته هذه الأزمة كان قد سلم في وقت سابق سلاحه الوظيفي للمصلحة المعنية. وأفاد المصدر بأن فؤاد بلحضري، والي الأمن، تدخل، رفقة مسؤولين أمنيين آخرين، للحيلولة دون تطور الاشتباك الذي نشب بين الشرطيين فجأة، ونجح في إقناع رجل الأمن الضحية بعدم متابعة زميله نظرا للحالة النفسية المتردية التي كان يوجد عليها هذا الأخير. وذكر المصدر أن والي الأمن كلف فرقة أمنية خاصة بنقل الشرطي المريض على جناح السرعة إلى مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية بسلا للوقوف على حالته الصحية وإخضاعه للفحوصات الطبية اللازمة. واستنادا إلى معطيات مؤكدة، فإن أكثر من 50 شرطيا سلموا أسلحتهم الوظيفية إلى المصلحة المعنية التابعة للأمن الولائي، في حين عممت الإدارة على مختلف المسؤولين الأمنيين أوامر بتجريد كل رجال الأمن الذين تبدو عليهم علامات القلق والتوتر من أسلحتهم النارية. وتسود رجال الأمن بالقنيطرة حالة من التذمر الشديد جراء الترقيات المتأخرة والنظام المعتمد في العمل، حيث إن معظمهم يعاني من ضغط شديد جراء الساعات الطويلة التي يقضيها في العمل دون أن يحظى بالراحة الضرورية، وكشف بعضهم في تصريحات متطابقة «أن نظام 2x8 الذي يخضعون له حاليا يستنزف طاقتهم ويحرمهم من توفير الاستقرار الاجتماعي لأسرهم، هذا في الوقت الذي ينعم فيه آخرون بالراحة في كل الأوقات ويستفيدون من امتيازات لا حصر لها، لأسباب يعرفها الصغير قبل الكبير». وتشكل قلة الموارد البشرية وضعف الإمكانيات اللوجيستيكية هاجسا يؤرق العديد من العاملين بالولاية، وقد اضطرت، خلال الأسبوع المنصرم، دورية الأمن المكلفة بحفظ النظام العام في محيط المؤسسات التعليمية إلى القيام بمهامها راجلة، لعدم وجود سيارة شرطة تحت إمرتهم، وقضت أزيد من نصف ساعة تنتظر قدوم دورية النجدة لاقتياد مشتبه فيه كانت قد ألقت عليه القبض بالقرب من إحدى الثانويات.