أطلق شرطي برتبة حارس أمن، صباح أمس الأحد، الرصاص على ثلاثة من زملائه داخل مركز للشرطة في مشرع بلقصيري لأسباب مجهولة، كما احتجز أربعة شرطيين آخرين قبل أن يجري اعتقاله من طرف رجال أمن كانوا داخل المخفر. وخلف الحادث استنفارا أمنيا غير مسبوق شهده مقر الشرطة الرئيسي في المدينة، حيث انتقل مسؤولون أمنيون من رتب رفيعة، على وجه السرعة، إلى مكان الواقعة لمعرفة ملابسات الحادث. وقال مصدر مطلع ل«المساء» أن ولاية الأمن بالقنيطرة أرسلت فرقة أمنية خاصة لجلب رجل الأمن إلى مقر الولاية من أجل التحقيق معه، وقد أفاد المصدر أن الشرطي انتابته حالة هستيرية وأطلق من سلاحه الوظيفي أزيد من 10 رصاصات كادت تودي بحياة أكثر من ثلاثة رجال أمن. وحسب المصدر نفسه، فإن الشرطي «م.ب» صدر في حقه قرار تأديبي قضى بنقله من مدينة تطوان إلى مشرع بلقصيري، وكان موضوع عقوبة تأديبية، ويرجح أنه كان يتعرض لاستفزاز من طرف رؤسائه. وتمكن رجال الأمن من السيطرة على الوضع بعد أن نزعوا منه السلاح الوظيفي الذي قتل به زملاءه قبل أن يجري تصفيده ووضعه بمعقل الحراسة النظرية في المركز الرئيسي للشرطة في مشرع بلقصيري. وإلى حدود الثانية من زوال أمس الأحد، لم تكن قد عرفت بعد الأسباب الحقيقية لإقدام رجل الأمن على قتل ثلاثة من زملائه في العمل، ويتعلق الأمر بكل من اكادير رشيد والحيمر رشيد اللذين يعملان برتبة مفتش شرطة، إضافة إلى سعيد فلاحي حارس أمن، غير أن بعضا من رجال الأمن روجوا أن ضغط العمل وانتقال الشرطي إلى مدينة مشرع بلقصيري قادما إليها من تطوان أثرا على نفسيته. ولم تتمكن عناصر الأمن من الاستماع إلى الشرطي نظرا إلى حالته النفسية، إذ من المنتظر أن يعرض، أولا، على طبيب نفسي تابع للمديرية العامة للأمن الوطني. واحتجز الشرطي أربعة رهائن بعد أن قتل ثلاثة من زملائه، وهدد بقتلهم دون أن يشرح أسباب إقدامه على سلوكه، مما جعل زوجته وأبناءه ينتقلون إلى مركز الشرطة قصد التدخل لحمله على إطلاق الرهائن وتسليم نفسه. وحسب مصدر «المساء» فإن عائلات رجال الأمن العاملين بالمركز تجمهرت أمامه قبل أن تتوجه إلى المستشفى الذي نقلت إليه جثث الضحايا. كما بعثت المديرية العامة للأمن الوطني خلية مشكلة من أطباء نفسانيين تابعين للمديرية من أجل البحث في حالته النفسية وأسباب قيامه بهذا الفعل.