تشنّ السلطات العمومية في ولاية تطوان وعمالة المضيق خلال هذه الأيام حملة لتوقيف المهاجرين الأفارقة غير القانونيين، اللاجئين في غابات بليونش وأحراش جبل موسى، بهدف «تجميعهم» وترحيلهم إلى الحدود المغربية -الجزائرية. كما أن الحملة الأمنية التمشيطية تتزامن مع تقارير حقوقية أوربية وأخرى ل»أطباء بلا حدود» تدقّ من خلالها ناقوس الخطر حول الأوضاع اللاإنسانية والمعاناة التي يتكبدها هؤلاء المهاجرون الأفارقة غير النظاميين المقيمين داخل التراب المغربي، في انتظار تحقيق حلمهم الأوربي. وتشارك في هذه الحملة الأمنية عناصر من الدرك الملكي والقوات المساعدة، رفقة بعض أعوان السلطة، الذين يدلوهم على أماكن تمركزهم و»لجوئهم» وسط غابات المنطقة.. ووفق مصادر مسؤولة فإنّ السلطات الأمنية قد تعمد إلى تفريق هؤلاء المهاجرين المُتحدّرين من دول جنوب الصحراء، على عدة مفوضيات أمنية في كل من مدينة مرتيلوالمضيق قبل تقديمهم إلى النيابة العامة أو ترحيلهم مباشرة. وصرّح مصدر رسمي ل»المساء» بأنّ هذه الاعتقالات هي «حملة استباقية» لتفادي حدوث تسلل جماعيّ من الفنيدق إلى سبتة مع تحسن أحوال الطقس هذا الأسبوع، خصوصا أنّ عددا كبيرا منهم بدؤوا يعيدون انتشارهم في الأحراش والغابات المُشارفة على الحدود الفاصلة بين المدينتين. وتعمد السلطات الأمنية إلى ترحيل هؤلاء على متن حافلات إلى غاية الحدود الجزائرية مع وجدة، وإنْ كان أغلبهم يعودون أدراجهم مجددا إلى تطوان أو الفنيدق. ولا تحظى مأساة المهاجرين الأفارقة، سواء الصحية منها أو النفسية، بأي اهتمام من الجمعيات الحقوقية في المدينة، التي أضحت لا تقدم على أي خطوة إنسانية أو حقوقية قبل أن تتوصل بشكاية من الطرف المتضرّر، ما عدا بعض الأرقام المبالَغ فيها حول عددهم، والتي تأتي بنتائج عكسية، تثير المصالح الأمنية الإسبانية لتطلب من المغرب بعد نشرها توقيفهم وترحيلهم من الغابات. وعند وقوفنا، يوم أمس، على محنة المهاجرين الأفارقة الفارين إلى بعض بعض التلال والأحراش المجاورة لمدينة سبتة، عايَنّا حجم المأساة التي يكابدونها، من أجل تحقيق مبتغاهم في الوصول إلى مدينة سبتة، بعد قضائهم أكثرَ من خمس سنوات مشيا على الأقدام من دولهم الإفريقية إلى غاية شمال المغرب.. ويتخوف هؤلاء من اعتقالهم وترحيلهم، فيما شهدت الفترة الأخيرة تغييرا في «إستراتيجية» المهاجرين في التسلل إلى مدينة سبتة، فبعد تشديد المراقبة على السياج الحدوديّ الفاصل بينها وبين منطقة بليونش وتشييد سياج شائك في معبر باب سبتة، بدأ معظم هؤلاء المهاجرين يحاولون الوصول سباحة إلى شواطئ سبتة، التي لا تبعد سوى بأربعة كيلومترات، انطلاقا من سواحل الفنيدق، أو بتهريبهم عبر الدراجات المائية «جيت سكي» من طرف شبكات التهجير السري، أو عن طريق القوارب، فيما يفضل البعض الاختباء داخل تجويفات مزدوجة أعِدّت خصيصا داخل سيارات تعمل على تهريبهم.