أفادت مصادر من غابة «غوروغو»، على مشارف مدينة مليلية والمجاورة للناظور، أن أربع شاحنات من الحجم الكبير للقوات المساعدة، تحت إشراف الدرك الملكي، انطلقت صباح أمس، في حملة اعتقالات ومداهمات لمجموعة من مخابئ المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، بعد حادث مقتل جندي تابع للقوات المسلحة الملكية المرابطة على الحدود بين الناظور ومليلية المحتلة، قرب منطقة «فرخانة» يوم الثلاثاء الماضي، متأثرا بجراح بليغة في الرأس تسببت في نزيف خطير. وأضافت المصادر أن حملة الاعتقالات في صباح يوم أمس طالت عددا من النساء الإفريقيات الحوامل وبعض الأطفال، من المتوقع أن يتجاوز عددهم ال200، ليضافوا إلى 80 مهاجرا غير شرعي تم إيقافهم يوما قبلها. وذكر مهاجر غير شرعي ل»المساء» أن السلطات العمومية المغربية ستُرحّل المهاجرين الموقوفين إلى الحدود المغربية -الجزائرية قرب وجدة، فيما قد يتم نقل آخرين إلى مركز أمني في «باب تازة»، قرب مدينة شفشاون. وقد كثّفت المصالح الأمنية من حملتها ضد المهاجرون الأفارقة غير القانونيين بعد المحاولات العديدة التي قاموا بها في بداية موسم الصيف، سواء في السياج الحدودي الفاصل بين مليلية و«بني انصار» أو في منطقة «بليونش» و»واد الضاويات»، في سبتةالمحتلة. من جهتها، أشارت مصادر حقوقية أخرى إلى أن عدد المهاجرين الأفارقة المتواجدين في غابات مجاورة لمليلية يتجاوز 600 شخص، فيما يقل عددهم في أحراش «جبل موسى» أو «بليونش» في الفنيدق. ويصر هؤلاء المهاجرون على اختراق سياج مليلية عنوة، حيث قاموا بمحاولتين لعبوره يوم الأربعاء الماضي، تمت الأولى بمشاركة 50 مهاجرا، بينما ارتفع العدد في المحاولة الثانية إلى 300.. ووفق تقديرات مغربية، فإنه لم ينجح في الووصل إلى مليلية خلال المحاولتين سوى 5 مهاجرين، تم نقلهم إلى مركز الإيواء في المدينة ذاتها والذي يضم حاليا أكثر من 600 مهاجر، في الوقت الذي لا تفوق طاقته الاستيعابية 480 سريرا. أما في مدينة الفنيدق فقد بدأ معظم هؤلاء المهاجرين يؤدون مقدارا ماليا لبعض منظمي الهجرة السرية للإبحار بهم من شواطئ تطوان إلى مدينة سبتة، والتي لا تبعد سوى بأربعة كيلومترات، انطلاقامن سواحل الفنيدق، إما عبر الدراجات المائية (جيت سكي) أو عن طريق القوارب، فيما يفضل البعض الآخر الاختباء داخل «تجويفات» مزدوجة أعِدّت خصيصا داخل سيارات تعمل على تهريبهم.