تدخلت قوات الأمن العمومية، المشكلة من فرق مختلطة من القوات المساعدة والأمن الوطني، ب«عنف» زوال أول أمس الخميس، أمام مقر البرلمان في الرباط، لتفريق مسيرات احتجاجية لمجموعات الأطر العليا المعطلة والمجازين المطالبة بالإدماج المباشر في سلك الوظيفة العمومية. وخلف التدخل الأمني عشرات الإصابات متفاوتة الخطورة، منها إصابتان بكسر في الرجل وإصابات في الرأس ومناطق حساسة من الجسم، حيث نقلت سيارات الإسعاف عددا من المصابين نحو مستعجلات ابن سينا في الرباط، فيما تكلفت اللجان الطبية لمجموعات المعطلين بمعالجة الإصابات الخفيفة في عين المكان. وأصيب خلال التدخل الأمني قائد الهيئات الحضرية للأمن الولائي بالرباط في اليد، وفردان من الأمن الوطني، اللذان ظلا مستلقيين بجانب نافورة شارع محمد الخامس في انتظار وصول سيارة الإسعاف، فيما لم تسلم الصحافة من هراوات رجال الأمن، حيث أصيب مصور «المساء»، محمد الحمزاوي، في اليد، وسط وابل من السب والدفع الذي طال أيضا صحافي الجريدة. وشهدت مستعجلات ابن سينا، كما عاينت «المساء»، حالة استنفار وفوضى عارمة ،جراء العدد الكبير من الإصابات التي توافدت على المستشفى، وسط قلة الأطر الطبية وشبه الطبية والتجهيزات، ما أدى إلى دخول عائلات بعض المرضى في ملاسنات مع المعطلين المصابين، الذين تجمهروا بأعداد كبيرة أمام قاعة المراقبة قبل توجيههم نحو قسم التخصصات، فيما لم يجد آخرون غير افتراش الأرض في انتظار من يسعفهم. وأعقبت التدخل الأمني حملة اعتقالات في صفوف المحتجين، حيث تم اعتقال 3 أطر معطلة من مجموعات «التنسيق الميداني للأطر العليا المعطلة»، ومعطلين اثنين من مجموعة «التحدي» وثلاثة معطلين من مجموعات المجازين، قبل أن يتم إخلاء سبيلهم في حدود الساعة السادسة من مساء نفس اليوم. كما تم إغلاق بوابات محطة القطار الرباط-المدينة لمنع عشرات المعطلين القادمين من مدن أخرى من الالتحاق بزملائهم للاحتجاج وسط العاصمة. وعرف محيط مقر البرلمان مطاردات للمحتجين، سواء من طرف عناصر القوات العمومية المكلفة بتفريق التظاهرة، أو عناصر «الدراجين» بزي مدني، الذين تم استقدامهم لمحاصرة المحتجين ومطاردتهم فوق الرصيف. واعتبر الحسين أومرجيج، عن التنسيق الميداني للأطر العليا المعطلة، في تصريح ل»المساء»، «أن «التدخل الأمني لأول أمس يعتبر الأشرس والأعنف، حيث لم تعرف شوارع الرباط مثيلا له منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهو التدخل الذي أدى إلى إصابات بليغة على مستوى الرأس وكسور والعشرات من الإصابات الأخرى». وأوضح أومرجيج أن «مسيرات أول أمس تعد حدثا نوعيا في نضال المجموعات المعطلة، وهي تنبئ بأن قادم الأيام سيشهد أشكالا احتجاجية تصعيدية بفعل مواقف الحكومة التي تنصلت من وعودها، وهي بداية لربيع ساخن من أجل تحقيق ما نناضل من أجله كل يوم».