لا أحد يرغب في سماع الآخرين ينعتونه بالشخص الانطوائي. فضلا عن ذلك، هناك أنواع ودرجات مختلفة من الانطوائية؛ فبعض الأشخاص يميلون إلى الانطواء على أنفسهم بسبب الخجل، والبعض الآخر بسبب القلق، وهناك أشخاص آخرون يميلون إلى العزلة بسبب حساسيتهم المفرطة، وهناك أشخاص يميلون للانطواء على أنفسهم بسبب أمور أخرى. ولأجل التخلص من هذا العائق الثقيل، الذي قد يتسبب في الحرج بسبب بعض المواقف الاجتماعية، يتعين معرفة الأمور التالية: تعرف على نوعية مزاجك جيدا: هناك درجات مختلفة ومتعددة من الانطواء على الذات، وهناك كذلك من الأشخاص من يحتاجون إلى وقت أطول للتأقلم مع الآخرين، وهو ما قد يتجسد في الرغبة في الرجوع إلى الخلف ودراسة الوضع قبل الشروع في الحديث. وقد يعود السبب كذلك إلى التوجس من الأشخاص قليلا لدى ملاقاتهم لأول مرة، أو عدم القدرة على إظهار اللطف والمحبة إلا مع الأشخاص الذين تعرفهم وتثق بهم. إن فهم نوعية مزاجك وطريقتك الخاصة في التأقلم مع الغرباء سيمكنك من أن تساعد الآخرين على فهمك. تعرف أكثر إلى جوانب أخرى من مزاجك وشخصيتك وكيف تتفاعل مع شخصيتك الانطوائية: فمثلا، إذا كانت شخصيتك تميل أكثر للاختلاف مع الآخرين، فقد تنحو لقول لا في البداية وتنتقل بعدها إلى قول نعم، وهو ما يعني بأن رد فعلك في البداية حيال الفرص التي ترتبط بعامل اجتماعي يكون الرفض، لكن لديك القدرة في الآن نفسه على مراجعة الأمر وقول نعم عندما تحظى بفرصة مراجعة العرض واستعراض سلبياته وإيجابياته. إذا كان الأمر أعلاه ينطبق عليك، فحاول استيعاب الدوافع الكامنة وراءه. فمثلا، قد تنزعج بسرعة من فكرة إضافة أي جديد ضمن قائمة الأمور التي يتعين عليك انجازها، أو التعرف إلى أشخاص جدد. أو قد يكون الأمر مرتبطا بكون طريقة تفكيرك تذهب مباشرة إلى التوقف على الأمور السلبية قبل الانتباه للأمور الإيجابية. إن القدرة على الوعي بالذات تمنحك فرصة إصلاح أخطائك وتمنحك فرصة شرح طبيعة شخصيتك أمام الأشخاص المقربين منك لكي تساعدهم على استيعاب ردود الفعل التي تصدر عنك. تقرب من شخص انطوائي: يساعد هذا الأمر على اكتشاف العالم الداخلي للأشخاص الانطوائيين؛ إذ يقوم الأشخاص ذوو هذه النزعة بأخذ الأشياء وتقديرها كما سمعوها أو قرؤوا عنها دون إبداء رأيهم في الموضوع، بالنظر للتعب المرتبط بالتعبير عن النفس وسط محيط اجتماعي معين، وبالنظر كذلك لكوننا نميل في الغالب لتلقي الأمور ومعالجتها داخليا بدل إظهار رد الفعل بشكل فوري. ومن خلال استيعاب العالم الداخلي للأشخاص الانطوائيين، ستتمكن من الانتباه أكثر للدوافع الاجتماعية التي تحفزهم. الانفتاح على أفكار الآخرين: إذا كنت من نوعية الأشخاص الذين يمتلكون عالما داخليا نشيطا، ومنشغل البال كثيرا بإعمال التفكير في كثير من أمورك الداخلية، سيؤدي استقبالك لأفكار خارجية (خصوصا تلك التي لا تتوقعها) بكل سهولة لإثارة انتباهك بشكل مفرط. وإذا استطعت التمكن من الانتباه إلى مفعول الأفكار الداخلية والانتباه المفرط الذي تثيره في داخلك، ستتوصل لتطوير استراتيجيات للتعامل مع الأمر. فمثلا تستطيع بثقة كبيرة تجاهل التعاليق التي لا تثير اهتمامك، أو الانتظار حتى اللحظة التي يخمد فيها غضبك قبل المبادرة بالرد. * بتصرف عن موقع «سايكولوجي توداي»