تسبب انفجار لغم أرضي، يرجح أنه يعود إلى الحقبة الاستعمارية، بدوار عين جنة بجماعة تابودة التابعة لغفساي بإقليم تاونات، نهاية الأسبوع المنصرم، في بتر يدي الطفلة الزهرة البياضي البالغة من العمر 16 سنة وإصابتها بتشوه بالوجه والرأس. وأثخنت الجروح كامل جسدها جراء قوة انفجار هذا اللغم الذي هز المكان في الوقت الذي كانت فيه الطفلة، وهي ابنة فلاح، توقد النار بالكانون بالقرب من منزل أهلها. ونقلت المصادر أن انفجار اللغم خلف رعبا في أوساط ساكنة هذا الدوار، وهرعت السلطة المحلية إلى موقع الحادث، قبل أن تلتحق بها فرقة خاصة في المتفجرات تابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بفاس. وتعيش مناطق متفرقة في إقليم تاونات على إيقاع انفجار هذه الألغام، بين الفينة والأخرى. وتقول المصادر إن هذه الألغام غير المنفجرة يرجح أن تكون قد استخدمت من قبل السلطات الفرنسية في الوقت الذي كانت فيه المقاومة على أشدها في هذه المناطق. وشهدت منطقة الوردزاغ ودوار القب ببني وليد وقرية مزراوة، في سنة 2008، العثور بمحض الصدفة من قبل الساكنة على حوالي 4 ألغام غير منفجرة. وتذكر المصادر أن السلطات تهرع، في كل مرة، إلى مكان العثور على اللغم، وتخبر الدرك الملكي الذي يحل بدوره لأخذ اللغم إلى وجهة غير معروفة. وقبل أن يتدخل الدرك الملكي بفاس لتولي أمر هذه الألغام، كانت السلطات تنتظر حلول تجريدة عسكرية متخصصة في المتفجرات من مدينة تازة. ويطالب عدد من أهالي المنطقة بإجراء مسح شامل لكل قرى تاونات لإخلائها من هذه المتفجرات التي تشكل خطرا على الساكنة. لكن هذه المطالب لم تلق إلى حد الآن أي آذان صاغية، يضيف أحد المستشارين المحليين بتاونات.