زرعت عصابة مكونة من حوالي 10 أشخاص حالة من الرعب وسط سكان زواغة، أحد أكبر الأحياء الشعبية بمدينة فاس، في وقت متأخر من ليلة الأحد/الإثنين. وتعرض أكثر من 6 أشخاص لاعتداءات من طرف أفراد هذه العصابة التي لجأت إلى استعمال السيوف والسكاكين ذات الحجم الكبير في هجماتها المتفرقة على المواطنين، والسيارات، والمحلات التجارية. وحسب أحد المواطنين الذي تعرض وجهه ل«تشريط» أعضاء العصابة، ولحقت بسيارته أضرار بليغة، فإن أفراد العصابة طاردوا رجلي شرطة كانا على متن دراجتين ناريتين، عندما كانا يحاولان الإمساك بهم، قبل أن تشهد المنطقة إنزالا أمنيا مكثفا. وروت المصادر ل«المساء» أن أفراد العصابة كانوا في حالة غير عادية، في إشارة إلى احتمال تناولهم لكميات كبيرة من الأقراص المهلوسة، قبل أن يخرجوا في هجوم مباغت على الساكنة. ولم تسلم سيارة أحد رجال الأمن في المنطقة من هذا الهجوم، مما أسفر عن إلحاق أضرار كبيرة بها. وانتقل عدد من المواطنين الذين تعرضوا لإصابات بسبب الطعنات الموجعة لأفراد العصابة إلى المستشفى لتلقي العلاجات اللازمة، فيما توجه عدد آخر إلى أقرب دائرة للأمن لوضع شكايات في الموضوع. وأعاد هذا الهجوم الكاسح، الذي لم تسلم منه حتى النساء، إلى الأذهان قضية ما بات يعرف في المدينة ب«الانفلات الأمني»، وهو الشبح الذي يخرج بين الفينة والأخرى ليزرع الرعب في أوساط الساكنة. وعلمت «المساء» أن رجال الشرطة عمدوا إلى إلقاء القبض على خمسة متهمين بالانتماء إلى هذه لعصابة، بينما لاذ ما تبقى منهم بالفرار. وكثفت ولاية أمن فاس من دورياتها في المنطقة. وقال مواطنون إن هذه الدوريات لا تتحرك إلا بعد أن تخلف هجمات العصابات المدججة بالأسلحة البيضاء خسائر مادية وبشرية، ويصل الغضب بالسكان حد التهديد بالخروج في احتجاجات ضد الوضع الأمني المتردي في المدينة. ويعمد عدد من أصحاب المحلات التجارية في منطقة زواغة وبنسودة بسبب هذه الأوضاع الأمنية الصعبة، إلى تحويل محلاتهم إلى أقفاص حديدية، يخاطبون من ورائها زبائنهم، ويضطر عدد منهم إلى إغلاق محلاتهم مباشرة بعد حلول الليل، خوفا من «زحف» العصابات التي سبق لخسائرها أن دفعت عددا من المواطنين إلى التوجه جماعات في اتجاه ولاية الأمن للاحتجاج على الوضع الأمني الصعب في أحيائهم السكنية.