أيام قليلة بعد نفي عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، انتماء حزبه لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، أو وجود علاقات تنظيمية معهم، خرج المفكر الشيعي إدريس هاني بتصريحات كشف فيها أسباب «تنكر» بنكيران للإخوان المسلمين، وطبيعة العلاقة التي ربطت مؤسسي العدالة والتنمية بالإخوان. وأوضح هاني، في ندوة نظمها المركز العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية، في موضوع «آفاق الدولة المدنية في العالم العربي»، أول أمس السبت في الرباط، أن «العدالة والتنمية يعد تيارا للإخوان المسلمين، ويتبنى طريقته في العمل ويعتبر رموزهم آباء روحيين، وهذا يكفي في عملية التصنيف». وسجل هاني أنه «على الرغم من صحة ما يقوله عبد الإله بنكيران بشأن عدم وجود علاقة تنظيمية لحزبه بالإخوان، على اعتبار أنهم ليسوا أعضاء في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين رسميا، فإنه على مستوى البرامج التثقيفية، وقبل التحول إلى حزب سياسي تم اعتماد كتابات الإخوان المسلمين المشهورين، كحسن البنا وحسن الغضيبي ومصطفى مشهور وآخرين». واعتبر المفكر الإسلامي أنه «حينما يقول بنكيران إن العدالة والتنمية ليس من الإخوان والمسلمين فيجب أن يوضع ذلك في السياق الجيوبوليتيكي للحركات الإسلامية، لأن بنكيران يريد أن يقطع مع الإخوان مع المسلمين لأنهم غير مرضي عنهم سعوديا ونحن محتاجون للسعودية لأنها الداعم الأول للمغرب، وبالتالي فهذه المسألة من الناحية السياسية فيها ذكاء أو محاولة اللعب على الحبلين بين قطر، التي تدعم الإخوان المسلمين، والسعودية التي تدعم السلفيين». وأضاف هاني أن «قيادات الإخوان المسلمين لعبت دورا مهما في تقديم المساعدة وإقناع عبد الكريم الخطيب بإنشاء حزب سياسي، وقد جاء في نعي المرشد العام السابق للجماعة المهدي عاكف، أن الخطيب ينتمي للجماعة. وأضاف بالحرف: إن الفقيد التحق بركب دعوة الإخوان المباركة مبكرا في الوقت الذي كانت تحارب فيه الجماعة في مصر بكل عنفوان». كما أوضح أن مذكرات توفيق الشاوي، وهو من قيادات الإخوان في عهد جمال عبد الناصر، تشير إلى وجود علاقات قوية مع عبد الكريم الخطيب، وأن الأخير استقدمه كمستشار قانوني لأول برلمان مغربي بعد الاستقلال». وأشار إدريس هاني إلى أن زعيم الشبيبة الإسلامية، عبد الكريم مطيع، يرى بأن أول من أراد أن يربط الحركة الإسلامية بالإخوان المسلمين كان هو عبد الكريم الخطيب، حينما قال إن «الخطيب عرفه على عمر الأميري وتوفيق الشاوي وصالح أبو رقيق، وعدد من الأعوان الذين يخدمونه في بيته وخارج بيته». وتحدث المفكر الشيعي المغربي عن وجود محاولات لعدد من التيارات الإسلامية في العالم العربي للهروب التبرؤ من هذا العنوان التاريخي المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، على اعتبار أن الجماعة هي المؤسس لكل هذا الخطاب الذي يروج الآن في العالم العربي على مستوى الحركات الإسلامية»، مشيرا في الآن ذاته إلى أن «حسن البنا هو الأب الروحي لجميع هذه الجماعات ولا يمكن أن ينافسه في هذه الأبوة أحد، وكل الحركات الإسلامية تعتبره الرجل الأول».