قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في حوار مع صحيفة الأخبار اللبنانية "نحن لا ننتمي إلى الإخوان، ولا توجد لدينا أي علاقات تنظيمية معهم. لدينا تصوّرنا الخاص وفكرنا الخاص ومؤسستنا الخاصة"، وجاء تصريح بنكيران أياما بعد تفكيك خلايا تابعة للإخوان بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبعد الهجوم الكاسح الذي شنته مؤسسات الدعوة الوهابية، التي تنتمي إليها حركة التوحيد والإصلاح عقديا وفكريا، ضد الإخوان المسلمين فيما يشبه الطلاق المؤقت بين الإخوان والتنظيم السري للوهابية السرورية، الذي يرتبط بعلاقات جيدة مع التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية. وقد سبق لأحد أقطاب هذا التنظيم أن حضر بشكل استثنائي انتخاب المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، في خطوة يفهم منها المتتبعون نوعا من الإشراف والتبعية، كما نظم مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ومدير المركز المغربي للأبحاث المعاصرة ندوة أشرفت عليها مجلة البيان الوهابية الصادرة بلندن. واستغرب المتتبعون تبرؤ بنكيران من الإخوان المسلمين مع العلم أن زعيم التوحيد والإصلاح سبق وأن قال إنهم أقرب إلى الإخوان المسلمين، في إطار مزاوجة بين تفكير الإخوان المسلمين والحركة السرورية، التي يعتبر مؤسسها زين العابدين سرور أحد شيوخ بنكيران. لقد تم تأسيس حزب العدالة والتنمية بمباركة من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وكان التنظيم شاهدا على ميلاد الحزب الإسلامي، حيث تمت مباركة الزواج بين جماعة بنكيران وحزب الدكتور عبد الكريم الخطيب، الذي نعاه التنظيم الدولي غداة وفاته على أنه أحد مؤسسيه، والأطراف التي شهدت ميلاد الحزب هم الراحل عبد الكريم الخطيب الأمين العام للحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، الذي تحول إلى حزب العدالة والتنمية سنة 1998، وبوشعيب الشراطي قيادي في الحركة والكاتب الخاص للخطيب، وبنعبد الله الوكوتي ومصطفى بنعثمان الصنهاجي وآخرون، ومن التنظيم الدولي حضر صالح أبو رقيق القيادي المصري في جماعة الإخوان المسلمين، وجبر سعد زغلول، القيادي أيضا في تنظيم الإخوان المسلمين، ومجاهد عمر الأميري القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بسوريا ونجل الأميري الذي عاش في المغرب وكان يعتبر صلة الوصل بين الدولة والتيارات الإسلامية، ومن جانب التوحيد والإصلاح، التي كانت حينها قيد التأسيس، حضر عبد الإله بنكيران وعبد الله باها وعبد اللطيف السدراتي ومحمد يتيم. ويرى المتتبعون أن تراجع بنكيران عن انتمائه بصيغة أو أخرى للإخوان المسلمين ليس الهدف منه سوى إرضاء جهات خليجية وخصوصا مؤسسات الدعوة الوهابية التي دخلت هذه الأيام في صراع مع الإخوان المسلمين حول اقتسام ثمرات الربيع العربي.