دافعت جريدة «العلم»، الناطقة باسم حزب «الاستقلال» المشارك في التحالف الحكومي، عن خالد عليوة، القيادي في حزب «الاتحاد الاشتراكي» المعارض لحكومة بنكيران، عندما انتقدت قرار قاضي التحقيق باستئنافية البيضاء تمديد الاعتقال الاحتياطي للقيادي الاتحادي. وقال عبد الله البقالي، البرلماني الاستقلالي ومدير نشر الجريدة، في ركن «حديث اليوم»، إن قاضي التحقيق «ارتأى تفريغ جميع ما يتيحه القانون في هذا الصدد، لهذا قرر تمديد الاعتقال الاحتياطي في حق عليوة ومن معه»، معتبرا أن «قرار السيد قاضي التحقيق يجب أن يحرك جزءا من المياه الراكدة في تعامل القضاء مع حريات الناس، والذي لا يمكن أن يبقى «طابوها» يمنع الاقتراب منه». ولم يقف البقالي عند هذا الحد، بل شدد على أن «ما يحدث في ملف عليوة ومن معه وكثير من أمثال هذه الملفات يؤشر على معطيات ليست مطمئنة، فإما أن قضاة النيابة العامة والتحقيق يتأثرون بالأجواء العامة التي ترافق عادة طرح هذه الملفات، وهذا مؤشر يكتسي خطورة، وإما أن الذين يوجهون إدارة وتدبير هذه الملفات لا يلبسون الزي الأسود، ولا يوجدون بالضرورة داخل المحاكم، وهذا مؤشر أكثر خطورة من سابقه». وبينما اختارت الجريدة الدفاع عن قيادي سابق في حزب معارض شنت هجوما على وزير في الائتلاف الحكومي الذي يشارك فيه الحزب الذي تنطق بلسانه، ففي مقال على صفحتها الأولى حمل عنوان «لحظات عصيبة عاشها الرباح بسيدي يحيى الغرب»، قالت «العلم» إن الرباح أطلق تصريحات خلال تجمع لشبيبة حزبه، في ساحة دار الشباب بسيدي يحيى الغرب، «كأنه يلقي خطابه بباب العزيزية». ولم يخل مقال «العلم» من تلميحات إلى اتهام قيادي في صفوف حزب «العدالة والتنمية» بالاتجار الدولي في المخدرات، عندما قال كاتب المقال: «إلى ذلك، افتخر الرباح بجذوره البدوية، حيث ينتمي إلى دوار «تغاري» قيادة العسلوجي، وهي المنطقة ذاتها التي يتحدر منها بنعيسى بوعسرية، المسؤول المحلي لحزب «العدالة والتنمية»، الذي أدين بعقوبة سجنية». وذكر المقال نفسه أن السلطات منعت مسيرة احتجاجية لعدد من العاطلين والمطرودين من إحدى الشركات، كانت تتجه إلى مكان انعقاد المهرجان الخطابي لعزيز الرباح؛ مشيرا إلى لهج عددٍ من «الطلاب، المنضوين تحت لواء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، بعبارات تطالبه بالرحيل عن المنطقة، بسبب عدم وفائه بتأمين وسائل نقلهم إلى كليات جامعة ابن طفيل بالقنيطرة». وبينما تعذر على الجريدة الاتصال مباشرة بعزيز الرباح، وصف مصطفى بابا، مستشار وزير النقل والتجهيز والكاتب الوطني لشبيبة «العدالة والتنمية»، ما جاء في المقال ب»الادعاءات التي جاءت لتصريف خطاب بعيد عن الواقع. والغريب في الأمر أن «العلم»، التي كانت دائما ضد «الاتحاد الوطني لطلبة المغرب»، أصبحت اليوم تتحدث باسمه». وصرح بابا بأن المحتجين المذكورين لا يشرفون «الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وعددهم لم يكن يتجاوز حوالي 15 شخصا في الوقت الذي كان فيه الملعب الذي أقيم فيه المهرجان مملوءا عن آخره، وأحليكم في هذا الإطار على الصور والفيديوهات المنشورة للتأكد من هذا المعطي؛ كما أن مطالب هؤلاء لا علاقة لها بوزارة النقل». وعلق بابا على ما أوردته جريدة «العلم» بخصوص مسيرة احتجاجية ضد وزير النقل منعتها السلطات، قائلا: «لا توجد هذه الأخبار إلا في خيال كاتب المقال، والمسيرة يجب أن تنظم ضد من نهبوا خيرات المنطقة وليس ضد من حل بها من أجل التواصل مع المواطنين حول مشاكلهم».