تستعد جامعة ألعاب القوى إلى تغيير قيادتها، في الجمع العام المقرر في رابع مارس المقبل، فقد جدد عبد السلام أحيزون رئيس الجامعة الحالي في لقاء عقده أول أمس الخميس مع اللجنة المديرية رغبته في المغادرة، مشيرا إلى أنه قضى ولايتين، وحان الوقت ليغادر. ورغم أن عددا من الحاضرين لهذا اللقاء، ظلوا يطرحون الكثير من علامات الاستفهام حول إصرار أحيزون هذه المرة على المغادرة، وذهبت الظنون ببعضهم إلى أن قرار أحيزون بالمغادرة لم يكن بيده، وأنه ربما فرض عليه من خارج أسوار الجامعة، خصوصا بعد أن تم تداول العديد من السيناريوهات من أجل بقائه، فإن النقاش حول رحيل أحيزون لم يكن ليأخذ هذا المنحى، لو أن الرياضة المغربية اعتادت على «تنفس» هواء الديمقراطية، ففي جامعتي كرة القدم وألعاب القوى، ظل رئيس الجامعة دائما يعين بقرارات فوقية، وهو ما ينطبق على حالتي علي الفاسي الفهري رئيس جامعة كرة القدم، الذي تم تقديمه على أنه «مرشح القصر»، والذي أصبح رئيسا دون أن يكون له الحق في الدخول إلى قاعة الجمع العام، وأيضا على أحيزون الذي خلف امحمد أوزال دون أن تكون له أية صفة قانونية تخول له أن يصبح رئيسا، لذلك من الطبيعي اليوم أن يقول كثيرون إن أحيزون إذا غادر الجامعة فإن ذلك راجع ربما إلى كون جهات خارج الجامعة طلبت منه المغادرة، أو أن حسابات لا يعرفها أهل الرياضة هي التي تقف وراء ذلك. لقد تعودنا طيلة سنوات على أن رؤساء جامعتي كرة القدم أو العاب القوى لا يغادرون مناصبهم إلا إذا تحركت «الهواتف»، أو إذا وصل السكين إلى «العظم» وأصبح من الضروري إحداث التغيير لامتصاص الغضب، أو لتوجيه رسائل إلى من يهمهم الأمر. وإذا كان أحيزون بمغادرته أسوار جامعة ألعاب القوى سيطوي صفحة من تسيير «أم الألعاب» بالكثير من إخفاقاتها وأيضا ببعض بوادر أملها، فإن المفروض اليوم أن تدخل هذه الرياضة منعطفا جديدا، وهو ما لن يتم إلا إذا كان هناك تنافس ديمقراطي بين المرشحين للرئاسة يخول لمن سينال الثقة أن يصبح رئيسا، دون أن يمارس أي طرف الوصاية على الجمع العام، أو يوجهه في الاتجاه الذي يرغب فيه، وأن يكون التنافس حول البرامج، وليس حول الكراسي، وأن يدرك الكثيرون ممن «ينعشون» جيوبهم ويوظفون أشقائهم وشقيقاتهم وزوجاتهم على حساب توازنات «أم الألعاب» أن المسؤولية أمانة، وأنه ليس كافيا أن يتم «شراء» صمت جزء من الصحافة ومن الأندية وممن يصطادون في الماء العكر، للإيحاء بأن الأمور جيدة، فغياب النقد ليس دليل قوة، إنه دليل ضعف.