لم يكد عبد السلام أحيزون رئيس جامعة ألعاب القوى يبدي نيته في عدم الترشح لرئاسة الجامعة حتى تسارعت الأحداث بشكل سريع.. مسؤولون في الجامعة يقطعون مئات الكيلومترات من أجل جمع توقيعات الفرق المطالبة ببقاء السيد الرئيس، وآخرون يتحركون سرا وعلنا لإثناء أحيزون عن قراره، بل إن «تهور» مسؤولي الجامعة وصل إلى حد أنهم قاموا ب»تعليق» لافتة أمام بوابة الجامعة تعلن تشبثها ببقاء أحيزون رئيسا للجامعة. من الواضح أن إعلان أحيزون نيته في مغادرة الجامعة، كان أشبه ب»بالون اختبار»، بما أن العديد من الوقائع تكشف أن الرجل مازال يرغب في الاستمرار رئيسا لواحدة من أقوى الجامعات في المغرب. لقد قال أحيزون في الجمع العام الأخير إنه «ماسخاش بأسرة ألعاب القوى»، ثم شدد على أن القانون يعطيه الحق في الترشح لولايتين فقط، وأنه سيرى ما يمكن القيام به، والسؤال إذا كان أحيزون يرغب فعلا في تطبيق القانون، وإذا كان اختار أن يؤجل ملاءمة القانون الأساسي للجامعة مع قانون التربية البدنية الجديد بمبرر أن نصوصه التنظيمية لم تخرج بعد، فلماذا يتحدث عن أن ليس له الحق في الترشح، مع أن القانون الجديد وحسب تفسير أحيزون دائما لم يخرج إلى حيز الوجود بعد، وبالتالي فإنه مازال غير ساري المفعول، أي أن من حقه أن يترشح مرة أخرى، ثم بماذا يمكن تفسير تكتم الجامعة حول هوية المرشحين للرئاسة، والتحركات التي يقوم بها بعض مسؤولي الجامعة لإيجاد «تخريجة» تبقي أحيزون رئيسا دون صناديق اقتراع، ودون منافسة ولا هم يحزنون. إذا كان أحيزون الذي قضى ما يقارب السبع سنوات في رئاسة الجامعة يرغب في الاستمرار رئيسا، فهناك حل واحد هو إعلان ترشحه وأن يؤمن بأن صندوق الاقتراع هو الفيصل وهو الذي سيحسم في هوية الرئيس المقبل، وليس التعيينات أو إبعاد كل من يرغب في الترشح للرئاسة ليصبح الطريق سالكا أمام التصفيق والهتاف. من المؤكد أن كثيرين سيستبد بهم الحزن إذا غادر أحيزون رئاسة الجامعة، فهناك في «أم الألعاب» من وظف شقيقه أو شقيقته في «اتصالات المغرب»، وهناك بعض جمعيات الصحفيين الرياضيين التي تسعى وراء «التعبئة المضاعفة»، وهناك من يبحثون عن سفريات و أن يصبحوا مرافقين لرئيس الجامعة، وهناك من يراهنون على قضاء مصالحهم الخاصة، وليس هناك بطبيعة الحال من هو أفضل من أحيزون لقضائها، وهناك أيضا بعض «الحياحة» الذين يحدثون الضجيج ويبحثون عن المواقع، وما أن تأتي ساعة الحساب حتى يبتلعوا ألسنتهم، بعد أن يلبسوا الحق بالباطل والباطل بالحق. لذلك، سنعيش طيلة الأيام التي ستسبق الجمع العام على وقع لطم الخدود، وعلى تصريحات لمسؤولين سيؤكدون أن «أم الألعاب» ستصبح يتيمة إذا رحل أحيزون، وسيأتي موعد الجمع العام وستبدأ المفاوضات، وسينسحب الجميع وسيبقى أحيزون رئيسا بالتصفيق، هذا إذا لم يتم تأجيل الجمع العام وتبقى الأمور على حالها.