أعلن أول أمس الثلاثاء بالرباط عن إطلاق مشروع للتوأمة المؤسساتية لدعم بناء القدرات المؤسساتية والتقنية والتنظيمية لمؤسسات الطيران المدني في المغرب، في أفق خلق تقارب بين التشريعين الوطني والأوروبي في ميدان الطيران المدني. ويتضمن هذا المشروع، الذي يربط كلا من المديرية العامة للطيران المدني بالمغرب والوكالة الإسبانية للسلامة والأمن الجوي، أربعة مجالات تتمثل في السلامة والأمن الجويين، والملاحة الجوية، وحقوق المسافرين. وسيساهم مشروع التوأمة هذا، الذي سيتم إنجازه في ظرف 24 شهرا (2013-2014) بتمويل من طرف الاتحاد الأوروبي بما يناهز مليونا و500 ألف أورو، في دمج مجموع قوانين الاتحاد الأوروبي في مجال الطيران المدني في القوانين المغربية، وفقا لمقتضيات الاتفاق الأوروبي المتوسطي بشأن الخدمات الجوية الموقع بين المغرب والاتحاد الأوروبي في دجنبر 2006، وكذا تحقيق الأهداف الاستراتيجية لوزارة التجهيز والنقل في ما يخص تطوير الطيران المدني والنقل الجوي في المغرب. ويندرج هذا المشروع، الذي ترأس حفل إطلاقه عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل، في إطار تنفيذ برنامج الدعم لخطة العمل بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بغية إدماج المغرب بشكل أفضل في الفضاء الجوي الأوروبي المشترك. كما يندرج هذا المشروع في إطار مسلسل بناء القدرات المؤسساتية والتقنية والتنظيمية لمؤسسات الطيران المدني في المغرب لتحقيق الأهداف الرامية إلى الاندماج في فضاء أورو-متوسطي مشترك. وفي هذا الإطار، ستتم تعبئة خمسين خبيرا إسبانيا للمشاركة في تبادل الخبرات وأنشطة المساعدة التقنية وحلقات العمل التدريبية مع نظرائهم المغاربة. كما سيتم تنظيم زيارات دراسية لإسبانيا لصالح الأطر المغاربة ليتعرفوا ويراقبوا بطريقة ملموسة الممارسات الأوروبية في مجالات المهارات والخبرات التي يشملها مشروع التوأمة. واعتبر وزير التجهيز والنقل أن هذا المشروع جاء في الوقت المناسب من أجل الدفع بالشراكة الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي لتعزيز دينامية النقل الجوي، مؤكدا أن المغرب يعتزم جعل قطاع النقل الجوي أداة للتنمية السوسيو-اقتصادية والسياحية وخلق الأنشطة المدرة للدخل. وذكر بأن الهدف يتمثل في وضع أرضية للتكوين في مجال النقل الجوي، وتطوير الصناعة المرتبطة به، وتحسين خدمات هذا النوع من النقل. من جانبه، أشاد إنيكو لندبورو، سفير الاتحاد الأوروبي في الرباط، بالحصيلة الإيجابية للاتفاق الأوروبي-المغربي «السماء المفتوحة» الموقع سنة 2006، مشيرا إلى أن عدد المسافرين انتقل من 5 ملايين إلى 11 مليون مسافر منذ التوقيع على الاتفاق. وقال إن المغرب من خلال اندماجه في النظام الأوروبي لن يحقق فقط مكاسب في مجال السلامة والأمن، ولكنه سيستفيد أيضا من نقل جوي أكثر فعالية على الصعيدين التقني والاقتصادي، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيعود بالنفع على المغرب في العديد من المجالات، من بينها تجسيد مكانة المغرب في مبادرة «السماء الأوروبية الموحدة». وبعد أن ذكر بالتعاون الذي يربط الهيئات المسؤولة على النقل الجوي المدني في المغرب وإسبانيا منذ عشرات السنين، أكد المدير العام للطيران المدني بإسبانيا، أنخيل لويس أرياس، في تصريح صحافي، أن حركة نقل المسافرين والبضائع بين البلدين لم تنفك تتزايد. وأوضح أن «حركة النقل الجوي مع إسبانيا عرفت ما بين سنتي 2006 و2010 ارتفاعا مهما، وشكل الارتفاع الأهم في حركة النقل الجوي ضمن كل بلدان الاتحاد الأوروبي».