اندلعت، عصر أول أمس، مواجهات عنيفة بين مجموعة من المنحرفين بمحيط مؤسستين تعليميتين بالقنيطرة، لجأت فيها الأطراف المتصارعة إلى استعمال جميع أنواع الأسلحة البيضاء. وسادت أجواء من الرعب والهلع في أوساط تلاميذ وتلميذات إعداديتي «ابن خلدون» و»الخوارزمي»، بعدما شرع المنحرفون في التراشق بالقنينات الزجاجية والقضبان الحديدية، وهو ما دفع المارة إلى الفرار في كل الاتجاهات خشية التعرض لمكروه. ووفق شهود عيان، فإن الأحداث عرفت تطورات خطيرة بعدما أشهر عدد من الشبان سيوفا وسكاكين من الحجم الكبير، لتعرف الأزقة والدروب المتاخمة للمؤسستين عمليات كر وفر ومصادمات فرضت نوعا من حظر التجول في تلك المناطق. وأوضح الشهود، في تصريحات متطابقة، أن بعض أصحاب المحلات أقفلوا دكاكينهم إلى حين عودة الهدوء، وظل العديد منهم يتابع عن كثب فصول هذه المواجهات التي استمرت لأزيد من 15 دقيقة دون أن تحل إلى عين المكان دورية للشرطة. وكان لافتا للانتباه، تضيف المصادر ذاتها، الحالة غير الطبيعية التي كان عليها جل المسلحين، ولم يجد اثنان منهم أدنى حرج في شرب الخمر علانية، قبل أن يستعملا قنيناته كسلاح لصد هجوم مباغت عليهما من طرف الخصوم. وبات الشارع الرئيسي، الذي يشق المنطقة، خاليا من الراكبين والراجلين على حد سواء، هذا في الوقت الذي فضل البعض منهم التجمهر بعيدا عن مكان الأحداث، وانتظار ما ستؤول إليه نتائجها، بينما لجأ مواطنون إلى تغيير مسارهم خوفا من اعتداءات محتملة. وغير بعيد عن مكان هذه المواجهات، وبالضبط وسط ساحة «المسيرة الخضراء» والتجمعات السكنية المجاورة لها، فرضت عناصر مشبوهة، معروفة بتعاطيها المستمر للمخدرات وشرب الخمر في واضحة النهار، قانونها الخاص في هذا الحي التجاري الذي يتوافد عليه يوميا الآلاف من المتبضعين، وحولته إلى نقط دائمة لبيع «الحشيش» و«السيداس» و«الماحيا» ومادة «السليسيون» المنتشرة بشكل كبير في حي «العلامة» و«عين السبع»، الذي يشهد بيع كل أنواع المخدرات، كما هو الحال في بعض المقاهي الشعبية، إضافة إلى مخدر «المعجون» الذي يجري بيعه بالقرب من ساحة «مولاي يوسف». وأعربت المصادر ذاتها عن استغرابها الشديد من عدم تمكن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي حلت مؤخرا بالقنيطرة، من ضبط أي تاجر للمخدرات، رغم أن هناك العديد من المعطيات التي تفيد بوجود هؤلاء في كل مناطق المدينة، وتعمد فئة منهم إلى التجول من حي لآخر لتفادي الاعتقال، والتنقل بكل حرية إلى كل من سيدي الطيبي وقصبة المهدية ودوار العبابدة والشنانفة بسيدي يحيى الغرب، لجلب كميات من الحشيش والكيف بغرض بيعها بالتقسيط. من جانبه، ندد الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالقنيطرة بما وصفها بموجة الانفلاتات الأمنية التي باتت تعرفها عاصمة الغرب، والتي ألحقت وتلحق، بحسبه، خسائر وأضرارا كبيرة بالساكنة، وقال الفرع، في بيان توصلت به «المساء»، «إن مناضليه عاينوا الغياب شبه التام للعنصر الأمني في محيط المؤسسات التعليمية، وما ينتج عن ذلك من سلوكيات تؤثر سلبا على ناشئة المدينة». وشجب بيان الحقوقيين طبيعة تعامل القائمين على الشأن الأمني مع الارتفاع الملحوظ في معدلات الجريمة، خاصة المتعلقة بسرقة السيارات واعتراض سبيل المارة، وتردي الأوضاع الأمنية جراء الشلل والارتباك الذي يطبع الأجهزة المسؤولة، حسب تعبيره، معلنا، استعداد الجمعية للوقوف إلى جانب ضحايا هذا الوضع إلى حين إعادة الأمن للمدينة.