بعد حوالي أسبوعين من اعتقال اثنين من أعضائه بتهمة «تكوين عصابة مختصة في التهجير نحو الخارج خرج حزب الطليعة عن صمته من خلال التشكيك في التهمة التي وجهت إليهما. وأوضح عبد الرحمان بنعمرو، الكاتب العام لحزب الطليعة، أن التجربة أثبتت أن السلطات تقوم بفبركة الملفات لمناضلي الأحزاب اليسارية. وأكد بنعمرو، في تصريح ل«المساء»، أن حزبه سيقوم بمعاقبة مناضليه إذا ثبتت في حقهما التهم التي توبعا من أجلها، موضحا أن الكتابة العامة تتابع الملف عن كثب، وقامت بالاطلاع على محاضر الشرطة، ولا يمكنها الإدلاء بأي تصريح بخصوصها احتراما لسرية التحقيق. وفي سياق متصل، أكد بيان صادر عن الكتابة العامة لحزب الطليعة أن التحقيق النزيه وحده من سيكشف ما إذا كان أيمن الحداد، عضو اللجنة المركزية للحزب، وعضو بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع طنجة وبحركة 20 فبراير، ورشدي العولة، عضو اللجنة الوطنية للشبيبة الطليعية، وعضو فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة، وفاعل أساسي في حركة 20 فبراير بطنجة، ضحيتين حقيقيين أم «مفبركين». وأشار الحزب إلى أن كتابته الوطنية تتابع عن كثب وبكل اهتمام موضوع اعتقال المناضلين وظروفه وأسبابه وخلفياته وأبعاده ونوع وحقيقة الوقائع المنسوبة إليهما وجدية ووجاهة الحجج المثبتة للتهم المنسوبة إليهما، وأنها تجمعت لديها معطيات لازالت في طور المزيد من الاستكمال، وأنها تأخذ بعين الاعتبار، من الناحية القانونية، سرية التحقيق الذي لازال جاريا، مضيفا أنه كان وما يزال ضد الانحراف والفساد كيفما كان نوعه ومصدره ومرتكبيه، وأنه كما أثبت ذلك مرارا وتكرارا لا يتأخر عن محاسبة ومؤاخذة ومعاقبة أعضائه مهما كان مركزهم ومسؤوليتهم في الحزب عندما يثبت لديه ارتكابهم أي فعل يخل بمبادئ الحزب وأهدافه ومقرراته وبالمصالح المشروعة للوطن والمواطنين، بغض النظر عن الأحكام القضائية الصادرة في الموضوع، سواء جاءت بالإدانة أو بالبراءة. وشكك الحزب في توقيت الإعلان عن اكتشاف «شبكة التهجير»، الذي تم في تاريخ لا يبعد إلا بخمسة أيام عن تاريخ إحياء الذكرى الثانية لانطلاق حركة 20 فبراير، التي ساهم المناضلان الحزبيان، أيمن الحداد ورشدي العولة، بشكل كبير، في انطلاقها وسيرها بمدينة طنجة، الأمر الذي يفسر بأن الاكتشاف المذكور قد يستهدف من بين ما يستهدف تشويه سمعة الحركة، يضيف بيان الحزب.