يبدو أن حراس الحدود الأوربية سيجن جنونهم خلال هذه الأيام التي تسبق احتفالات رأس السنة الأوربية فقد استطاع أكثر من 1700 مهاجر سري، مغاربة وجزائريين وتونسيين وتشاديين وصوماليين، ولوج الأراضي الإيطالية في الأربعة أيام الماضية وأول أمس فقط تمكن 600 مهاجر سري من دخول التراب الإيطالي في مدة زمنية متقاربة. في نفس اليوم، تم توقيف قارب لتهريب المهاجرين السريين بالقرب من جزر «لامبيدوسا» وعلى متنه 253 شخصا، من بينهم 60 امرأة وأربعة أطفال، وفي صباح نفس اليوم وصل قارب جديد إلى جزيرة «لينوسا» وعلى متنه 300 مهاجر سري. وذكرت يومية «إلباييس» الإسبانية أن مافيات التهريب السرية عرفت كيف تستغل توقيت تحركها رغم تقلبات أحوال الطقس والأمواج العالية في عرض البحر. وكشفت اليومية أن مهربي المهاجرين السريين خططوا جيدا لهذه العمليات بأن استغلوا عطلة رأس السنة، كما أنهم قاموا بتغيير مساراتهم البحرية وطرق سفرهم المعتادة، لذلك قرر حرس الحدود الأوروبيون تعبئة الطائرات والمروحيات للسيطرة «على هذا التدفق البشري الهائل»، حسب اليومية الإسبانية. وحسب إحصائيات رسمية، حصلت عليها اليومية الإسبانية، فقد دخل إلى إيطاليا 20967 مهاجرا سريا في 2008، بنسبة ارتفاع تقدر ب 55 في المائة مقارنة بعام 2007. وفي جزر «لامبيدوسا» لوحدها ارتفعت نسبة المهاجرين السريين خلال هذه السنة لتصل إلى 87 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. «يبدو أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد»، تقول اليومية الإسبانية، فأول أمس الأحد توصل حرس الحدود الشاطئية ب«لامبيدوسا» بخبر وصول قارب جديد وعلى متنه 150 مهاجرا سريا وصرح أحد الحراس البحريين بالمنطقة قائلا: «لم نعد نستطيع حتى تحديد أماكنهم، ولكن حسب الأخبار التي توصلنا بها فالمتبقون منهم يوجدون الآن في المياه الإقليمية الليبية». «هذا الهجوم الجديد للمهاجرين السريين على أوربا» دفع بوزير داخلية إيطاليا، روبيرتو ماروني، إلى طلب العون من وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، من خلال الضغط على السلطات الليبية من أجل الالتزام بمعاهداتها في ما يخص مغادرة الأجانب، حيث يبدو أن مافيات التهريب في المغرب قد حولت نشاطها هي الأخرى إلى ليبيا. الغضب الإيطالي فسرته يومية «إلباييس» بكون ليبيا لم تحترم التزاماتها رغم أن إيطاليا دفعت وتدفع ملايين الأوروهات من أجل إصلاح ما أحدثته خلال فترة احتلالها للقطر الليبي.