هي حالة إنسانية في مدينة الصويرة، يجري حاليا «الالتفاف» عليها حتى لا تصل إلى وسائل الإعلام من قِبل جهات تضغط لطمس فضيحة احتجاز سيدة تبلغ من العمر 31 سنة، ظلت محتجَزة بالقوة وأهملت من قِبل بعض أفراد أسرتها وأجبرت على العيش 6 سنوات في حظيرة للدواب.. وصل بها الجوع درجات قصوى، اضطرّت معها إلى تقاسم «الأكل» مع البهائم، حيث ترقد حاليا في جناح النساء داخل المستشفى الإقليمي محمد بن عبد الله في الصويرة. واستنادا إلى معطيات خاصة توصلت بها «المساء»، فإنّ الأمر يتعلق بسيدة تدعى خديجة الدليمي، عُثر عليها في منزل والدها في وضع صحي ونفسيّ حاط بالكرامة البشرية، حيث كانت تعاني من إهمال صحي جراء قضائها 6 سنوات مع الدواب. وكشفت أنباء ذات صلة أنّ الضحية دخلت المستشفى وهي تعاني من رهبة وخوف.. وتعاني من اتساخ وتعفن ونتانة في الملبس، مع وجود بثور جلدية ناتجة عن عيشها في وسط غير نظيف وافتقارها إلى وسائل صحية أثناء فترات الحيض حتى طالت أظافرها وغطى الشعر رأسها وبدت تشبه إنسانَ «الأزمنة الغابرة».. وأوردت معلومات ذات صلة بهذه المأساة الإنسانية أنّ السيدة المحتجّة كانت تعيش حياة عادية مع جدّيها من جهة والدتها بعد وفاة الأخيرة في جماعة بوزرقطون، وحين توفيا أصيبت بصدمة نفسية، وهو الأمر الذي دفع والدها إلى اصطحابها معه للعيش في دوار «ليسرا»، وهناك عاشت الضحية في ظل الإهمال والاحتجاز في ظروف حاطة بالكرامة البشرية وفق ما أفادت مصادر مقربة منها، حيث عاشت وسط حظيرة للدواب لمدة 6 سنوات، ذاقت فيها الجوع واضطرت -أكثر من مرة- إلى «الأكل» مع الدواب والبهائم والدواجن وقضاء حوائجها الطبيعية في الحظيرة.. وكشفت مصادر مقربة من الضحية خديجة الدليمي أن الأخيرة، وبحكم اعتبارها الوريثة الوحيدة لوالدتها وجديها، كانت سببا مباشرا في دفع والدها إلى اصطحابها معه للعيش بعد أن أصبح يتصرف في إرثها، فيما هي تعاني الإهمال وتعيش مُحتجَزة مع الدواب، وهو الأمر الذي دفع أحد أبناء خالها إلى التبليغ عنها لدى النيابة العامة التي كلفت الدرك الملكيّ بالتحقيق في القضية، حيث جرى الاستماع إلى والدها في محاضرَ قانونية، وأحالت الملف على النيابة العامة، التي تابعته بجناية الاحتجاز والإهمال، قبل أن يقع تحول في مسار القضية التي عُرضت على محكمة الاستئناف في آسفي. ويتابع والد الضحية في حالة سراح بعد أن جرى تكييف التهم الموجة له من «جناية» إلى مجرد «جنحة».. وقال أحمد زركان، ابن خال الضحية خديجة الدليمي في اتصال ل»المساء» به، إنه أشعر النيابة العامة في الصويرة بواقعة الاحتجاز والإهمال بناء على إفادة من الجيران، مضيفا أن رجال الدرك الملكي اقتحموا منزل والدها في السادسة صباحا في دوار «ليسرا»، حيث حاول الأب التستر على جريمته وقدّم لهم سيدة أخرى ادّعى أنها «خديجة الدليمي»، قبل أن يقوم عناصر الدرك الملكي بتفتيش المنزل، حيث وجد خديجة الدليمي وسط حظيرة الدوابّ، في انعدام تام لشروط النظافة وفي وضع صحيّ حرِج تطلب تدخل الوقاية المدنية التي نقلتها إلى المستشفى الإقليمي في الصويرة. واستغرب أحمد زركان المجرى القضائي للقضية، مشيرا إلى أن والد خديجة الدليمي اعتُقل من قبل الدرك الملكي وقُدّم في حالة اعتقال إلى النيابة العامة في المحكمة الابتدائية في الصويرة، التي أحالته على محكمة الاستئناف في آسفي، التي حوّلت التهم التي تابعته بها محكمة الصويرة من «جناية» إلى مجرّد «جنحة» عادية، مع تمتيعه بالسراح المؤقت، مضيفا أن خديجة الدليمي فقدت قدراتها العقلية جراء 6 سنوات من الإهمال والاحتجاز مع الدوابّ، بعد أن كانت في صحة جيدة، وهي ترقد حاليا في مستشفى محمد بن عبد الله في الصويرة، فيما والدها، الذي كان وراء احتجازها مع الدواب، حر طليق، بقرار قضائيّ،على حد قول زركان.