بعد الطفل الذي وضعته أمه مع الأرانب لسنوات طوال بمدينة وجدة، تفجرت فضيحة جديدة مماثلة، لكن هذه المرة بضواحي مدينة ازغنغان بإقليم الناظور، عندما ضبطت عناصر الدرك الملكي يوم 30 يوليوز الأخير أما وأبناءها وقد قيدوا شقيقهم داخل حظيرة للحيوانات لمدة تجاوزت الست سنوات. وذكرت مصادر من المنطقة، مطلعة على الملف، في اتصال أجرته معها «المساء»، أن «الفضيحة» تم اكتشافها ب«الصدفة» عندما كان أحد المواطنين مارا بجانب الحظيرة الواقعة بدوار الجوهرة السفلى فسمع «أنينا خافتا، فأثار قلقه. وبعد تأكده من مصدر الصوت، توجه صوب القيادة التي يمتد نفوذها الترابي إلى الدوار وأبلغها بالخبر». وأضافت المصادر نفسها أن القائد توجه برفقة رجال من الدرك الملكي إلى المكان المحدد من قبل المواطن فاكتشفوا «عبد الكريم.ب»، وهو من مواليد 1987، عاريا ومقيدا بجانب البهائم الموجودة بالحظيرة، وعليه آثار الجوع والمعاناة والإهمال الشديد. وقد نشر موقع «كاب الناظور» تفاصيل الخبر، حيث أكد مدير الموقع ل«المساء» أن حديثه إلى جيران الضحية خلص إلى أن الأم وأبناءها هم المتهمون بالتورط في هذه الفضيحة «لأسباب مجهولة» وأضاف أن «عبد الكريم» كان يعيش رفقة أسرته إلى أن توفي والده وعمره آنذاك 17 عاما، حيث أصيب بحالة اكتئاب شديد. وحسب شهادة الجيران، فإن الأم وأبناءها عملوا على حرمان شقيقهم من نصيبه من الإرث، مستغلين في ذلك الحالة النفسية التي أصبح عليها بعد وفاة والده، فجعلوه يعيش وسط البهائم في الحظيرة لسنوات طويلة خفية عن الأنظار، مما أدى إلى تدهور حالته النفسية وصحته العقلية أكثر، كما أصيب بإعاقة جسدية، علما بأنه كان يظل مقيد اليدين والرجلين. وتضيف المعطيات الواردة من المنطقة أن عناصر الدرك الملكي نقلت الضحية، على وجه السرعة، إلى المستشفى الحسني بالناظور لتلقي العلاجات الضرورية، غير أن إدارة المستشفى قررت نقله، بشكل مستعجل، إلى المستشفى الإقليمي «الفارابي» بمدينة وجدة لتعذر علاجه بالناظور. ولم تتأكد الأنباء التي راجت عن اعتقال أفراد الأسرة المتهمين والشروع في التحقيق معهم بتهمة المشاركة في الضرب والتعذيب والإهمال وعدم تقديم المساعدة إلى شخص في حالة خطر. وكانت فضيحة «طفل الأرانب» قد تفجرت قبل شهور بمدينة وجدة عندما وجد الضحية نفسه يعيش الإهمال والضرب والتعذيب على يد زوجة أبيه التي فضلت أن تمنح اهتمامها لابنها ذي السنوات الخمس، مقررة ترك «عبد القادر» (6 سنوات) يعيش رفقة الأرانب. وقبلها بسنوات قليلة، عاشت مدينة مراكش على سلوك همجي مماثل عندما عثر بعض الجيران على طفل يبلغ من العمر هو الآخر 6 سنوات عاش لثلاث سنوات متتالية معزولا عن العالم الخارجي مع القطط والكلاب بعدما عمدت مربيته، التي كانت تعمل فيما سبق بابتدائية مراكش، إلى احتجازه وحرمانه من العيش كآدمي.