قرر قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بمدينة الناظور، الأسبوع الماضي، متابعة مدير عام شركة بزايو، ينتمي إلى حزب الاتحاد الاشتراكي، في حالة سراح، مع تجريده من جواز سفره، وتحرير مذكرة لمنعه من مغادرة التراب الوطني في انتظار كلمة العدالة. وتحركت المتابعة القضائية ضد المتهم (وديع.ت)، الذي يعتبر من بين وكلاء اللوائح المكردعين باسم الاتحاد الاشتراكي في الانتخابات التشريعية، بعد شكايتين تقدم بهما أحد المغاربة المقيمين بالخارج، يتهمه فيها بالاختطاف والاحتجاز والتعذيب والتخدير عن طريق الرش بغاز لاكريموجين. وأكد المشتكي، أولاد علي مصطفى، أن السبب في إقدام المتهم على اختطافه والتنكيل به وتعذيبه بذلك الشكل، يرجع إلى مطالبته بمبلغ مالي كان مدينا له به منذ مدة، وظل يماطل في سداده إليه. وأكد الضحية أن الاعتداء الذي تعرض له تطلب نقله إلى مصحة خاصة حيث قضى مدة طويلة يتلقى العلاجات والإسعافات الأولية. وتعود وقائع هذه القضية إلى سنة 2005 ، عندما رفع الضحية شكايتين، الأولى إلى وزير العدل، والثانية إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالناظور، تحت عدد 144/2005 ، غير أن الملف ظل يراوح مكانه منذ تلك الفترة. ويؤكد المشتكي أن النيابة العامة “قامت بواجبها وأصدرت تعليمات إلى الضابطة القضائية للدرك الملكي بمنطقة زايو، تأمر بالبحث في هذه القضية، وتحرير محاضر رسمية مع التقديم”، غير أن الدرك الملكي بزايو، يقول المصدر ذاته، ظلت تمتنع عن تنفيذ هذه التعليمات، بدعوى “عدم وجود المتهم في مقر عنوانه”، في الوقت الذي كان يمارس عمله بشكل عاد، بل وتقدم للترشح في الانتخابات التشريعية لشتنبر باسم الاتحاد الاشتراكي، خرج منها خاوي الوفاض. وظلت الضابطة القضائية للدرك الملكي تماطل وتمتنع عن تطبيق القانون، إلى أن أصدر الوكيل العام للملك تعليمات جديدة، أحرجت مسؤولي مركز زايو، وجعلتهم يعجلون بإلقاء القبض عليه. وقد استمع الوكيل العام للملك إلى المتهم، قبل أن يحيله في حالة اعتقال على قاضي التحقيق، الذي قرر سحب جواز سفره ومنعه من مغادرة التراب الوطني إلى حين النطق بالكلمة الفصل في هذه القضية، كما أصبح مجبرا على زيارة المصالح الأمنية مرة كل أسبوع، للتأكد من وجوده في المدينة. وعبرت مصادر مقربة من الضحية عن ارتياحها لتطبيق القانون أخيرا، كما أبدت تخوفات من بعض المحاولات الساعية إلى طمس هذه القضية، خصوصا أن الظنين “يعتمد كثيرا على المال وأساليب الإغراء”، وهي المحاولات التي يحركها والده من داخل السجن، تقول المصادر ذاتها، حيث يقضي عقوبة لمدة خمس سنوات، بعد إلقاء القبض عليه متلبسا بالتهريب الدولي للمخدرات، مشيرة إلى أنها دا تصالات على أعلى مستوى. وحسب مصادر مطلعة، فإن أحد الأشخاص الذين ساندوا المتهم في حملته الانتخابية ل 7 شتنبر، اعتقل بعد أسابيع قليلة بمدينة إسبانيا، بعدما كان يحاول تهريب كمية من المخدرات تقدر ب 4 أطنان، على متن قارب “زودياك”، كما تردد اسمه في قضايا كبيرة، من قبيل “تهريب الآسيويين”، إذ ضبطت قوات الحرس المدني الإسباني، قبل حوالي سنة، شاحنة تحت رقم ( 26 / 19 لآ أ 50 ) تابعة لشركة ددسوطراجاندد، محملة بعدد كبير من المهاجرين السريين، من بينهم 5 كاميرونيين و 32 هنديا وسوداني واحد. وذكرت المصادر ذاتها أن الشاحنة مخصصة في الظاهر لنقل الرمال، لكن تبين أنها مجهزة من الداخل خصيما لتهريب البشر. وقد ألقي القبض على سائقها “أحمد.إ”، المستخدم في الشركة ذاتها، وحكم عليه بثماني سنوات يقضيها حاليا في السجون الإسبانية. الصباح 05/02/2008